للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

في أحد قوليهما. ورأوا: أن التفرُّق إذا حصل بالأقوال وجب البيع، ولا خيار إلا إن اشترط.

والذي لأجله ترك مالك العمل بظاهر الحديث: ما نص عليه في الموطأ لما ذكر هذا الحديث، ثم قال: وليس لهذا عندنا حدٌّ معروف، ولا أمر معمول به (١). وظاهر هذا: أن أهل المدينة اتفقوا على ترك العمل به. وليس ذلك الظاهر بصحيح؛ لأن سعيد بن المسيب والزهري وابن أبي ذئب من أهل المدينة وقد قالوا به، وقد أنكره ابن أبي ذئب على مالك. وقد اعتذر أصحابنا عن مالك بأعذار كثيرة أجمعها: ما ذكره القاضي أبو بكر بن العربي فقال على قول مالك: ليس لهذا عندنا حدٌّ معروف؛ يريد: أن فرقتهما ليس لها وقت معلوم. وهذه جهالة وقف البيع عليها، فيكون كبيع الملامسة، والمنابذة. وكبيع على خيار إلى أجل مجهول. وما كان كذلك فهو فاسد قطعًا، ولا يعارض هذا الأصل بظاهر لم يتحصَّل المراد منه مفهومًا؛ إذ تفسير ابن عمر ليس بحجة، ولهذا عدل عن ظاهره الفقهاء السبعة (٢)، وغيرهم من السَّلف. وأوَّلوه على أنه قد روي في بعض طرقه: ما لم


(١) الموطأ (٢/ ٦٧١).
(٢) جُمِعَت أسماؤهم في هذين البيتين:
ألا كل من لا يقتدي بأئمةٍ ... قسمتُه ضيزى عن الحق خارجة
فَخُذْهُم: عبيد الله، عروة، قاسم ... سعيد، سليمان، أبو بكر، خارجة
- عبيد الله: هو ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي.
- عروة: هو ابن الزبير.
- القاسم: هو ابن محمد بن أبي بكر الصديق.
- سعيد: هو ابن المسيب بن حَزْن بن أبي وهب.
- سليمان: هو ابن يسار الهلالي المدني.
- أبو بكر: هو ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي.
- خارجة: هو ابن زيد بن ثابت الأنصاري.

<<  <  ج: ص:  >  >>