للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١٩٢٩] وعنه، قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بِتَمرٍ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقسِمُهُ - وَهُوَ مُحتَفِزٌ - يَأكُلُ مِنهُ أَكلًا ذَرِيعًا.

وفي رواية: أكلا حثيثا.

رواه مسلم (٢٠٤٤) (١٤٩).

[١٩٣٠] وعَن عَبدِ اللَّهِ بنِ بُسرٍ قَالَ: نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي، قَالَ: فَقَرَّبنَا إِلَيهِ طَعَامًا وَوَطبَةً، فَأَكَلَ مِنهَا، ثُمَّ أُتِيَ بِتَمرٍ، فَكَانَ يَأكُلُ منه

ــ

و(قوله: فقدَّمنا إليه طعامًا ووطبة) كذا في كتاب أبي عيسى؛ بسكون الطاء، وباء بواحدة.

قلت: وهي مؤنثة الوطب، وهي: قربة اللبن. وكأنه قدَّم له هذه القربة ليشرب منها.

وعند أبي بحر، وقرئ عليه: ووطيئة - بكسر الطاء، والهمزة المفتوحة - قال ابن دريد: الوطيئة: التمر يستخرج نواه، ويعجن بالسمن. قال ثابت: هو طعام للعرب يتخذ من تمر أراه كالحيس.

قلت: وقد فسَّر القتبي الوطيئة بغير هذا. قال في حديث: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تبوك، فأخرج لنا ثلاث أكل من وطيئة (١). قال: والوطيئة: الغرارة، والأكل: اللقم.

و(قوله: أكلًا ذريعًا) أي: كثيرًا. و (حثيثًا): أي: مستعجلًا. وحاصلهما: أنَّه كان يأكل أكلًا لا تصنُّع فيه، ولا رياء، ولا كبر؛ فإذا احتاج إلى الإكثار أكل، وإذا حفزه أمرٌ استعجل، لكنه ما كان يخرج عن أدب، ولا يفعل شيئًا غير مستحسن - صلى الله عليه وسلم -.


(١) رواه أبو داود (٢٠٤)، وابن ماجه (١٠٤١) مختصرًا عن ابن مسعود، وانظر النهاية لابن الأثير (٥/ ٢٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>