للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢٠٤٦] وعنه: وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلَامٌ؛ فَسَمَّاهُ القَاسِمَ، فَقُلنَا: لَا نَكنِيكَ أَبَا القَاسِمِ، وَلَا نُنعِمُكَ عَينًا. فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: أَسمِ ابنَكَ عَبدَ الرَّحمَنِ.

رواه مسلم (٢١٣٣) (٧).

ــ

النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (تسمُّون أولادكم محمدًا، ثم تلعنونهم) (١) وبما كتب عمر - رضي الله عنه - إلى الكوفة من قوله: (لا تسمُّوا أحدًا باسم نبي) (٢) وبأمره جماعة بالمدينة بتغيير أسماء أبنائهم محمدًا، ولا حجَّة في شيء من ذلك. أما الحديث: فغير معروف عند أهل النقل، وعلى تسليمه فمقتضاه النهي عن لعن من اسمه محمد (٣)، لا عن التسمية به. وقد قدَّمنا النصوص الدالة على إباحة التسمية بذلك، بل: قد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحاديث كثيرة تدلُّ على الترغيب، في التسمية بمحمد؛ كقوله - صلى الله عليه وسلم -: (ما ضرَّ أحدكم أن يكون في بيته محمد، ومحمدان) (٤) وكقوله - صلى الله عليه وسلم -: (ما اجتمع قوم في مشورة فيهم رجل اسمه محمد فلم يدخلوه فيها إلا لم يبارك لهم فيها) (٥) ومثله كثير. وأما أمر عمر - رضي الله عنه -: فكان بسبب: أنه سمع رجلًا يقول لابن أخيه محمد بن زيد بن الخطاب: فعل الله بك يا محمد، وصنع بك. فدعا عمر به، وقال: ألا أرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُسبُّ بك! والله! لا تدعى


(١) رواه البزار كما في كشف الأستار (١٩٨٧)، وأبو يعلى (٣٣٨٦). وانظر: مجمع الزوائد (٨/ ٤٨).
(٢) رواه أبو جعفر الطبري كما في "الشفا" للقاضي عياض (٤٧٠٢).
(٣) وكذا اللعن منهيٌّ عنه بشكلل عام أيًّا كان الاسم.
(٤) رواه ابن سعد في الطبقات (٥/ ٣٨).
(٥) ذكره ابن الجوزي في الموضوعات (١/ ١٥٦). قال ابن عدي: هذا حديث غير محفوظ، وأحمد الشامي هو عندي ابن كنانة، وهو منكر الحديث. قال أبو عروبة: وعثمان الطرائفي عنه عجائب، يروي عن مجهولين.

<<  <  ج: ص:  >  >>