للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سَمِعتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: التَّلبِينَةُ مُجِمَّةٌ لِفُؤَادِ المَرِيضِ، يذهِبُ بَعضَ الحُزنِ.

رواه البخاريُّ (٥٦٨٩)، ومسلم (٢٢١٦) (٩٠).

* * *

ــ

الله تعالى، وعلى القول الأول يكون ذلك العموم محمولًا على الأكثر والأغلب، والله تعالى أعلم.

وقوله التلبينة مُجمَّةٌ لفؤاد المريض، تذهب بعض الحزن، التلبينة حساء من دقيق، ومُجمَّةٌ يروى بفتح الميم والجيم وبضم الميم وكسر الجيم، فعلى الأول هو مصدر؛ أي: جمامٌ. وعلى الثاني يكون اسم فاعل من أجمَّ، ومعناه أنَّها تقوِّيه وتُنشطه، وذلك أنها غذاء فيه لطافةٌ سهل التناول على المريض، فإذا استعمله المريض اندفع عنه الحرارة الجوعيَّة وحصلت له القوة الغذائية من غير مشقَّة تلحقه فيسرى (١) عنه بعض ما كان فيه، ونشط، وذهب عنه الضيق والحزن الذي كان يجده بسبب المرض، وإنما كانت عائشة رضي الله عنها تصنعها لأهل الميت وتثرد فيها لأن أهل الميت شغلهم الحزن عن الغذاء فاشتدَّت حرارة أحشائهم من الجوع والحزن، فلما أطعمتهم التلبينة انكسرت عنهم حرارة الجوع فخف عنهم بعض ما كانوا فيه. ولا يلزم من فعلها ذلك لهؤلاء أن يفعل بالمريض كذلك فيثرد له فيها، وإنَّما ذلك بحسب الحال، فإنَّ احتاج المريض إلى تقوية غذاء التلبينة بلبابٍ (٢) يضاف إليها فحسن.

وعلى الجملة: فالتلبينة غذاء لطيف لا ضرر فيه غالبًا، فلذلك نبَّه عليه النبي صلى الله عليه وسلم.


(١) في (م ٣) و (ز): يبرأ.
(٢) "اللباب": طحين مرقّق. واللباب أيضًا: الخالص من كلِّ شيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>