للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢١٦٤] ونحوه عن أنس.

رواه البخاريُّ (٥٧٥٦ و ٥٧٧٦)، ومسلم (٢٢٠٤) (١١١ و ١١٢)، وأبو داود (٣٩١٦)، والترمذيُّ (١٦١٥).

ــ

أن يحصل له غرضه الذي قصد تحصيله، وهذا معنى ما فسَّر به النبي - صلى الله عليه وسلم - الفأل، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكره الطيرة ويعجبه الفأل.

وروى الترمذي عن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا خرج لحاجته يعجبه أن يسمع: يا راشد! يا نجيح! وهو حديث حسن (١) صحيح غريب (٢).

وروى أبو داود عن بريدة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يتطير من شيء، وكان إذا بعث غلامًا سأل عن اسمه، فإذا أعجبه اسمه فرح به ورُئي بشر ذلك في وجهه، وإن كره اسمه رُئي كراهية ذلك في وجهه، وإذا دخل قرية سأل عن اسمها فإذا أعجبه اسمها فرح بها ورُئي بشر ذلك في وجهه، وإن كره اسمها رُئي كراهية ذلك في وجهه صلى الله عليه وسلم (٣).

وروى قاسم بن أصبغ عن بريدة بن حصيب قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يتطير، ولكن يتفاءل، فركب بريدة في سبعين راكبًا من أهل بيته من بني سهم يتلقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلًا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أنت؟ ، فقال: بريدة. فالتفت إلى أبي بكر - رضي الله عنه - فقال: برد أمرنا وصلح، ثم قال: ممن؟ ، قال: من أسلم. قال لأبي بكر: سلمنا، ثم قال: ممن؟ ، قال: من بني سهم. قال: خرج سهمنا (٤) - وذكر الحديث.

وإنما كان يعجبه الفأل لأنَّه تنشرح له النفس وتستبشر بقضاء الحاجة وبلوغ الأمل، فيحسُن الظَّن بالله عز وجل، وقد قال الله تعالى: أنا عند ظن


(١) زيادة من (ز) و (م ٣).
(٢) رواه الترمذي (١٦١٦).
(٣) رواه أبو داود (٣٩٢٠).
(٤) رواه ابن عبد البر في الاستيعاب (١/ ١٧٤) بهامش الإصابة، وذكره ابن الأثير في أسد الغابة (١/ ٣٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>