بعض الحجارة، فأما نبعه من بين عظم ولحم وعصب ودم فشيء لم يُسمع بمثله، ولا تحدَّث به عن غيره.
و(قوله: كانوا زهاء ثلاثمائة) أي: قدرها. يقال: هم زهاء كذا، ولهاء كذا - باللام -، أي: قدره. وفي الحديث الأول: فحزرت ما بين الستين إلى الثمانين. هذا يدلّ على أن ذلك كان في موضعين:
أحدهما: بالزوراء، وهي سوق بالمدينة.
والآخر: روي في بعض طرقه ما يدلّ على أنه كان بغير الزوراء.
وقد وقع منه ـ صلى الله عليه وسلم ـ مثل هذا في غزوة الحديبية على ما رواه جابر، وفي غزوة بواط من حديث غيره.
والعكة للسمن، وهي أصغر من القربة. والوَسق: ستون صاعا كما تقدم في الزكاة، ونماء سمن العكة، وشطر وسق الشعير كل ذلك ببركة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما لمسه، أو تناوله، أو تهمَّم به، أو برَّك عليه، وكم له منها، وكم! ورفع النماء من ذلك عند العصر والكيل سببه - والله أعلم - الالتفات بعين الحرص مع معاينة إدرار نعم الله تعالى، ومواهب كراماته، وكثرة بركاته، والغفلة عن الشكر عليها، والثقة بالذي وهبها، والميل إلى الأسباب المعتادة عند مشاهدة خرق العادة، وهذا نحو مما جرى لبني إسرائيل في التيه، لما أنزل عليهم المن