للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَتَنَازَعُوا أَيُّهُم يَنزِلُ عَلَيهِ، فَقَالَ: أَنزِلُ عَلَى بَنِي النَّجَّارِ أَخوَالِ عَبدِ المُطَّلِبِ أُكرِمُهُم بِذَلِكَ، فَصَعِدَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ فَوقَ البُيُوتِ، وَتَفَرَّقَ الغِلمَانُ وَالخَدَمُ فِي الطُّرُقِ يُنَادُونَ: يَا مُحَمَّدُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، يَا مُحَمَّدُ يَا رَسُولَ اللَّهِ.

رواه أحمد (١/ ٢ - ٣)، والبخاريُّ (٢٤٣٩)، ومسلم (٢٠٠٩).

ــ

وقد أطبق أهل السِّير على: أنه دخل المدينة يوم الإثنين، [وأكثرهم يقول] (١): لثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول ضحى ذلك اليوم، وقيل: عند استواء الشمس منه.

و(قوله: أُنزِل على أخوال عبد المطلب) إنما كانت الأنصار أخوال عبد المطلب، لأنَّ أباه هاشِمًا تزوَّج سلمى ابنة زيد بن خداش من بني النجار، فولدت له عبد المطلب، فبنو النجار أخوال جدِّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فلذلك أكرمهم الله تعالى بنزول نبيَّه عليهم. وقد صحَّ في كتب السِّير وغيرها أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نزل في قباء، فأقام فيهم أيامًا، وأسَّس مسجدها، ثم خرج منها راكبًا ناقته متوجهًا حيث أمره الله تعالى، فأدركته الجمعة في بني سالم، فصلَاّها في بطن الوادي، ثم إنه توجه إلى دخول المدينة، فتعرضت له سادات قبائلها، كلهم يعرض عليه النزول، ويأخذ بخطام ناقته وهو يقول: دعوها، فإنَّها مأمورة (٢) فلم تزل ناقته كذلك حتى وصلت إلى دار أبي أيوب فبركت عنده، فنزل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أبي أيوب ـ رضي الله عنه ـ وهذا هو الذي عبَّر عنه في هذا الحديث بقوله: فتنازعوا أيهم ينزل عليه، أي: تجاذبوا ذلك، وحرصوا عليه.

و(قوله: فصعد الرجال والنساء فوق البيوت، والغلمان والخدم في الطرق)


(١) ما بين حاصرتين سقط من (ع).
(٢) سيرة ابن هشام (١/ ٤٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>