للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَلَا فِي اللَّيلَةِ المُظلِمَةِ المُصحِيَةِ آنِيَةُ الجَنَّةِ، مَن شَرِبَ مِنهَا لَم يَظمَأ آخِرَ مَا عَلَيهِ، يَشخَبُ فِيهِ مِيزَابَانِ مِن الجَنَّةِ، مَن شَرِبَ مِنهُ لَم يَظمَأ، عَرضُهُ مِثلُ طُولِهِ مَا بَينَ عَمَّانَ إِلَى أَيلَةَ، مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِن اللَّبَنِ، وَأَحلَى مِن العَسَلِ.

رواه مسلم (٢٣٠٠)، والترمذيُّ (٢٤٤٧).

[٢٢١٦] وعن ثَوبَانَ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنِّي لَبِعُقرِ حَوضِي أَذُودُ النَّاسَ لِأَهلِ اليَمَنِ

ــ

و(قوله: إني لَبِعُقرِ حوضي) هو بضم العين، وسكون القاف، وهو مؤخره حيث تقف الإبل إذا وردته، وتُسكَّن قافه وتضم، فيقال: عُقر وعُقُر، كعُسر وعُسُر، قاله في الصحاح. قال غيره: عُقر الدار: أصلها - بفتح العين وقد تضم -.

و(قوله: أذود الناس لأهل اليمن) يعني: السابقين من أهل اليمن الذين نصره الله بهم في حياته، وأظهر الدِّين بهم بعد وفاته، وقد تقدَّم أن المدينة من اليمن، وأنهم أحق بهذا الإكرام من غيرهم، لما ثبت لهم من سابق النُّصرة، والأثرة، (١) ولذلك قال للأنصار: اصبروا حتى تلقوني على الحوض (٢).

وأذود: أدفع، فكأنه يطرِّق لهم مبالغة في إكرامهم حتى يكونوا أوَّل شارب، كما يفعل بفقراء المهاجرين، إذ ينطلق بهم إلى الجنة، فيدخلهم الجنة قبل الناس كلهم، كما قد ثبت في الأحاديث، ولا يظن: أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يلازم المقام عند الحوض دائمًا، بل يكون عند الحوض تارة، وعند الميزان أخرى، وعند الصراط أخرى، كما قد صحَّ عنه: أن رجلًا قال: أين أجدك يا رسول الله يوم القيامة؟ قال: عند الحوض، فإن لم تجدني، فعند الميزان، فإن لم تجدني، فعند الصراط، فإني لا أخطئ هذه


(١) "الأثرة": المكرمة.
(٢) رواه البخاري (٣٧٩٤)، ومسلم (١٠٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>