رواه أحمد (٣/ ٣٠٧)، والبخاريُّ (٢٥٩٨)، ومسلم (٢٣١٤)(٦٠).
* * *
ــ
وهكذا وقال بيديه جميعًا، هذا يدلّ على سخاوة نفس النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالمال، وأنه ما كان لنفسه به تعلق، فإنَّه كان لا يعدُّه بعدد، ولا يقدره بمقدار، لا عند أخذه، ولا عند بذله. وهذا منه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان وعدًا لجابر ـ رضي الله عنه ـ، وكان المعلوم من خلقه الوفاء بالوعد، ولذلك نفذه له أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ بعد موت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ. وهكذا كان خلق أبي بكر، وخلق الخلفاء الأربعة ـ رضي الله عنهم ـ، ألا ترى أبا بكر كيف نفذ عدة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لجابر بقول جابر، ثم إنه دفعها له على نحو ما قال من غير تقدير؟ ! وأخبارهم في ذلك معروفة، وأحوالهم موصوفة، وكفى بذلك ما سار مسير المثل (١) الذي لم يزل يجري على قول علي ـ رضي الله عنه ـ: يا صفراء ويا بيضاء غري غيري.