أحسنه، وبفتح الخاء وسكون اللام من خَلقًا، فأما توحيد الضمير، فقال أبو حاتم: العرب تقول: فلان أجمل الناس وأحسنه، يريدون: أحسنهم، ولا يتكلمون به. قال: والنحويون يذهبون به إلى أنه أحسن مَن ثمَّة. وأما خَلقًا: فأراد به: حُسن الجسم، بدليل قوله بعده: ليس بالطويل الذاهب، ولا بالقصير. وأما في حديث أنس، فروايته: بضم الخاء واللام، لأنَّه يعني به حسن المعاشرة بدليل سياق ما بعده من الحديث.
و(قوله: كان أبيض مليحًا مُقَصَّدًا) أبيض: يعني في صفاء، كما جاء أنه كان أزهر، وكما قال: ليس بالأبيض الأمهق. والملاحة: أصلها في العينين كما تقدَّم. والمقصَّد: القصد في جسمه وطوله، يعني: أنه لم يكن ضئيل الجسم، ولا ضخمه، ولا طويلًا ذاهبًا، ولا قصيرًا مترددًا، كان وسطًا فيهما.
و(قوله: كان شعره رَجِلًا) أي: ليس بالجعد، ولا بالسَّبط. الرواية في رَجِلًا، بفتح الراء وكسر الجيم، وهي المشهورة. وقال الأصمعي: يقال: شعر رَجِل: بفتح الراء وكسر الجيم، ورَجَل: بفتح الجيم، ورَجل: بسكونها، ثلاث لغات، إذ كان بين السُّبوطة، والجعُودة، قال غيره: شعر مرجَّل، أي: مسرح. وكان شعره ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأصل خِلقته مُسَرَّحًا (١).