للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَكِن إِذَا حَدَّثتُكُم عَن اللَّهِ شَيئًا فَخُذُوا بِهِ، فَإِنِّي لَن أَكذِبَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.

رواه مسلم (٢٣٦١) (١٣٩).

[٢٢٧٢] وعن رَافِعُ بنُ خَدِيجٍ قَالَ قَدِمَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ وَهُم يَأبُرُونَ النَّخلَ يَقُولُ: يُلَقِّحُونَ النَّخلَ فَقَالَ: مَا تَصنَعُونَ؟ قَالُوا: كُنَّا نَصنَعُهُ قَالَ: لَعَلَّكُم لَو لَم تَفعَلُوا كَانَ خَيرًا! قال: فَتَرَكُوهُ فَنَفَضَت - أَو فَنَقَصَت - قَالَ: فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ إِذَا أَمَرتُكُم بِشَيءٍ مِن دِينِكُم فَخُذُوا بِهِ، وَإِذَا أَمَرتُكُم بِشَيءٍ مِن رَأييٍ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ.

رواه مسلم (٢٣٦٢) (١٤٠).

ــ

مصلحة دنيوية، خاصَّة بقوم مخصوصين لم يعرفها من لم يباشرها، ولا كان من أهلها المباشرين لعملها، وأوضح ما في هذه الألفاظ المعتذر بها في هذه القصة قوله: أنتم أعلم بأمر دنياكم، وكأنه قال: وأنا أعلم بأمر دينكم.

و(قوله: إذا حدثتكم عن الله فخذوا به) أمر جزم بوجوب الأخذ عنه في كل أحواله: من الغضب والرضا، والمرض والصحة.

و(قوله: فلن أكذب على الله) أي: لا يقع منه فيما يبلغه عن الله كذب، ولا غلط، لا سهوًا ولا عمدًا، وقد قلنا: إن صدقه في ذلك هو مدلول المعجزة، وأما الكذب العمد المحض فلم يقع قط منه في خبر من الأخبار، ولا جرب عليه شيء من ذلك منذ أنشأه الله تعالى، وإلى أن توفاه الله تعالى، وقد كان في صغره معروفًا بالصدق والأمانة، ومجانبة أهل الكذب، والخيانة، حتى إنه كان يسمى بالصادق الأمين، يشهد له بذلك كل من عرفه وإن كان من أعدائه، وقد خالفه.

و(قوله: إذا أمرتكم بشيء من رأيي) يعني به في مصالح الدنيا كما دل

<<  <  ج: ص:  >  >>