للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ابن جرموز، وكان من (١) أصحاب علي، فأُخبر عليٌّ بذلك فقال: بشِّر قاتل ابن صفية بالنار. وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وروي عنه من الحديث مثل ما روي عن طلحة، وله في الصحيحين مثل ما له سواء.

وأما أبو عبيدة ـ رضي الله عنه ـ فاسمه: عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبَّة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، أسلم قديما مع عثمان بن عفان - رضي الله عنهما - وهاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، وشهد بدرًا، والمشاهد كلها، وثبت مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم أحد، ونزع يومئذ بثنيتيه الحلقتين اللتين دخلتا في وجنتي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فوقعت ثنيتاه، فكان أهتم (٢)، وكان من أحسن الناس هتمًا، يزينه هتمه، وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وولي فتح الشام وحروبها، ومات في طاعون عمواس بالأردن، وقبر ببيسان وهو ابن ثمان وخمسين سنة.

و(قول أبي عثمان النهدي: لم يبق مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بعض تلك الأيام التي قاتل فيهن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ غير طلحة وسعد) يعني بذلك: يوم أحد، وقد قدمنا: أن طلحة ثبت يومئذ، ووقى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بيده فشلَّت أصبعاه، وجرح يومئذ أربعًا وعشرين جراحة.

و(قوله: عن حديثهما) هذا من قول الراوي عن أبي عثمان، وهو: المعتمر بن سليمان، ويعني به: أن أبا عثمان إنما حدَّث بثبوت طلحة وسعد عنهما، لا أنه شاهد هو ثبوتهما، فإنَّه تابعي لا صحابي، ولا أنه حدَّث بذلك عن غيرهما، بل عنهما. هما حدَّثاه بذلك. واتفق لطلحة في ذلك اليوم أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أثقل بالجراح، وكان عليه درعان، فنهض ليصعد على صخرة كانت هنالك، فلم يستطع، فحنى


(١) في (ع) و (م ٤): في.
(٢) "أهتم": تكسَّرت ثناياه من أطرافها أو من أصولها.

<<  <  ج: ص:  >  >>