و(قوله: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا قدم من سفر تُلُقِّيَ بصبيان أهل بيته) إنما كانوا يتلقونه بصبيان بيته لما يعلمونه من محبته لهم، ومن تعلق قلبه بهم، ولفرط فرح الصغار برؤيته، ولتنالهم بوادر بركته.
و(قوله: فَسُبِق بي إليه، فحملني بين يديه) يدل على: أن عبد الله بن جعفر من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس، وطهرهم تطهيرًا، ويدل على محبة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعبد الله بن جعفر وعلى شدة تهممه به، وإكرامه له، وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخصُّ ولد جعفر بزيادة احترام وإكرام جَبرًا لهم، وشفقة عليهم، إذ كان أبوهم جعفر قتل بمؤتة شهيدًا ـ رضي الله عنه ـ، وقد تقدَّم القول على ركوب ثلاثة على دابة.
و(قوله: أردفني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خلفه ذات يوم فأسرَّ إلي حديثًا لا أحدث به أحدًا) دليل على علو مكانته عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكمال فضله، وأهليته لأن يتخذه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ موضع سرِّه، وهذه أهلية شريفة، وفضيلة منيفة.