للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَظِيمُ الرَّمَادِ، قَرِيبُ البَيتِ مِن النَّادِي، قَالَت العَاشِرَةُ زَوجِي مَالِكٌ، فما مَالِكٌ؟ مَالِكٌ خَيرٌ مِن ذَلِكَ

ــ

قَصُرَت حَمائِلُهُ عَلَيهِ فَقَلَصَت ... ولَقَد تَمَطَّطَ بَينَها فَأَطَالَها

وكانت العرب تتمادح بالطول وتذم بالقصر، وذلك موجود في أشعارهم.

و(قولها: عظيم الرَّماد) تعني: أن نار قِراه للأضياف لا تُطفأ، فرماد ناره كثير عظيم، كما قال:

مَتَى تَأتِه تَعشُو إلى ضَوءِ نارِه ... تَجِد حَطَبًا جَزلًا ونارًا تَأَجَّجا

وقال آخر:

لَهُ نارٌ تُشَبُّ عَلَى يَفَاعٍ ... إِذَا النِّيرانُ أُلبِسَتِ القِنَاعا

و(قولها: قريب البيت من النادي) النادي، والنديُّ، والمنتدى: مجلس القوم، ومنه قوله تعالى: {فَليَدعُ نَادِيَهُ} أي: أهل مجلسه. تصفه بالشرف والسؤدد في قومه، فهم إذا تشاوروا أو تفاوضوا في أمر أتوه فجلسوا قريبًا من بيته، فاعتمدوا على رأيه، وامتثلوا أمره. ويحتمل أن تريد: أن النادي إذا أتوه لم يصعب عليهم لقاؤه، أي: لا يحتجب عنهم، ولا يتباعد منهم، بل: يقرب منهم، ويتلقاهم مرحبًا بهم، ومبادرًا لإكرامهم. ومقتضى حديثها: أنها وصفته بالسيادة والكرم، وحسن الخلق، وطيب المعاشرة.

و(قول العاشرة: زوجي مالك، وما مالك؟ ) هذا تعظيم لزوجها، وهذا على نحو قوله تعالى: {وَأَصحَابُ اليَمِينِ مَا أَصحَابُ اليَمِينِ} و: {الحَاقَّةُ * مَا الحَاقَّةُ}

و(قولها: مالك خير من ذلك) أي: هو أجل من أن أصفه لشهرة فضله، وكثرة خيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>