للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَعِندَهُ أَقُولُ فَلَا أُقَبَّحُ، وَأَرقُدُ فَأَتَصَبَّحُ، وَأَشرَبُ فَأَتَقَنَّحُ، أُمُّ أَبِي زَرعٍ، فَمَا أُمُّ أَبِي زَرعٍ؟ عُكُومُهَا رَدَاحٌ،

ــ

ويقال: داس الشيء برجله يدوسه دوسًا إذا وطئه.

ومُنق: صحيح الرواية فيه بضم الميم وفتح النون: اسم فاعل من نقى الطعام والشيء ينقيه تنقية، وهو مُنَق، يعني: أن لهم زرعًا يداس وينقى، وقاله ابن أبي أويس بكسر النون، قال: وهو نقيق أصوات المواشي والأنعام.

قلت: وهذا ليس بشيء، لأنَّه لا يقال لشيء من ذلك: نَقٌّ، وإنما يقال: نقُّ العقرب والضفدع والدجاجة، وقد يقال: نق الهر، وهو قليل، ولذلك قال النيسابوري: تريد الدجاج، وهو بعيد، لأنَّ الدجاج لا تمتدح بها العرب، ولا تذكرها في الأموال، ومقصود قولها هذا: أنها كانت في قوم ضعفاء فقراء، فنقلها إلى قوم أغنياء أقوياء.

و(قولها: فعنده أقول فلا أُقَبِّح) أي: لا يعاب لها قول، ولا يرد بل يستحسن ويمتثل.

و(قولها: وأرقد فأتصبح) أي: أديم النوم إلى الصباح، لا يوقظها أحدٌ، لأنَّها مكرَّمة، مكفية الخدمة والعمل.

و(قولها: فأتقَنَّح) يروى بالميم والنون مكانها. والروايتان معروفتان، غير أن أبا عبيد لم يعرف رواية النون، فأمَّا أتقمح بالميم، فمعناه: أتروى حتى أمجَّ الشراب من الرِّي. يقال: ناقةٌ قامح، وإبل قماح: إذا رفعت رءوسها عند الشراب، ونحو قوله تعالى: {فَهُم مُقمَحُونَ}. وأما بالنون فمعناه: الزيادة على الشرب بعد الرِّي. يقال: قنحت من الشراب، أقنح قنحًا إذا شربت بعد الرِّي، وقال ابن السكيت: معناه أقطع الشرب وأشرب قليلًا قليلًا.

و(قولها: عكومها رداح) العكوم: جمع عكم، وهو العدل. ورداح:

<<  <  ج: ص:  >  >>