للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢٣٨٥] وعنه قال: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: يَا جَرِيرُ، أَلَا تُرِيحُنِي مِن ذِي الخَلَصَةِ؟ - بَيتٍ لِخَثعَمَ كَانَ يُدعَى كَعبَةَ اليَمَانِيَةِ، وفي رواية: الكعبة الشامية. قَالَ: فَنَفَرتُ فِي خَمسِينَ وَمِائَةِ فَارِسٍ، وَكُنتُ لَا أَثبُتُ عَلَى الخَيلِ، فَذَكَرتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَضَرَبَ يَدَهُ فِي صَدرِي فَقَالَ: اللَّهُمَّ ثَبِّتهُ، وَاجعَلهُ هَادِيًا مَهدِيًّا. قَالَ: فَانطَلَقَ فَحَرَّقَهَا بِالنَّارِ، ثُمَّ بَعَثَ جَرِيرٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يُبَشِّرُهُ يُكنَى أَبَا أَرطَاةَ - مِنَّا - فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ: مَا جِئتُكَ حَتَّى تَرَكنَاهَا كَأَنَّهَا جَمَلٌ أَجرَبُ! فَبَرَّكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عَلَى خَيلِ أَحمَسَ وَرِجَالِهَا خَمسَ مَرَّاتٍ.

وفي أخرى: قال: فدعا لنا ولأحمس.

رواه مسلم (٢٤٧٦) (١٣٧).

* * *

ــ

السُّقوط من على ظهورها حالة إجرائها، فدعا له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأكثر مما طلب؛ بالثبوت مطلقًا وبأن يجعله هاديًا لغيره ومهديًّا في نفسه. فكان كل ذلك، وظهر عليه جميع ما دعا له به، وأول ذلك أنه نفر في خمسين ومائة فارس لذي الخلصة فحرقها وعمل فيها عملًا لا يعمله خمسة آلاف، وبعثه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لذي الكلاع وذي رُعَين، وله المقامات المشهورة.

وذو الخلصة بفتح اللام: بيت بَنَتهُ خثعم تعظمه وتطوف به وتنحر عنده، تشبهه ببيت مكة، وتسمِّيه العرب (١) الكعبة اليمانية والشامية (٢)، وقد كانت العرب فعلت مثل هذا بيوتًا كثيرة قد تقدَّم


(١) ساقطة من (ز).
(٢) جاء في اللسان أن ذا الخَلَصة كان يسمى بالكعبة اليمانية التي كانت باليمن. وقال النووي في شرح صحيح مسلم: في الكلام إيهام، والمراد أنَّ ذا الخَلَصة كانوا يسمُّونها الكعبة اليمانية، وكانت الكعبة الكريمة التي بمكة تُسمَّى الكعبة الشامية، ففرَّقوا بينهما للتمييز.

<<  <  ج: ص:  >  >>