للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

التَفَتَ إِلَى أَبِي هُرَيرَةَ فَقَالَ: أَنشُدُكَ اللَّهَ، أَسَمِعتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَجِب عَنِّي، اللَّهُمَّ أَيِّدهُ بِرُوحِ القُدُسِ؟ قَالَ: اللَّهُمَّ نَعَم.

رواه أحمد (٥/ ٢٢٢)، والبخاريُّ (٣٢١٢)، ومسلم (٢٤٨٥) (١٥١)، والنسائي (٢/ ٤٨).

ــ

الأربعين في خلافة علي رضي الله عنهما، وقيل: سنة خمسين، وقيل: سنة أربع وخمسين - ولم يختلفوا أنه عاش مائة وعشرين سنة؛ منها ستون في الجاهلية وستون في الإسلام، وكذلك عاش أبوه وجدُّه، وأدرك النابغة الذبياني والأعشى وأنشدهما من شعره، فكلاهما استجاد شعره وقال إنك شاعر.

و(قوله: إن عمر مرَّ بحسان وهو ينشد الشعر في المسجد، فلحظ إليه)؛ أي: أومأ إليه بعينيه أن اسكت، وهذا يدلُّ على أن عمر رضي الله عنه كان يكره إنشاد الشعر في المسجد، وكان قد بنى رحبة خارج المسجد وقال: من أراد أن يلغط أو ينشد شعرًا فليخرج إلى هذه الرحبة.

وقد اختلف في ذلك، فمن مانع مطلقًا ومن مجيز مطلقًا، والأولى التفصيل؛ وهو أن ينظر إلى الشعر، فإنَّ كان مِمَّا يقتضي الثناء على الله تعالى أو على رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو الذبَّ عنهما كما كان شعر حسان أو يتضمن الحضَّ على الخير فهو حسن في المساجد وغيرها، وما لم يكن كذلك لم يجز، لأنَّ الشعر في الغالب لا يخلو عن الفواحش والكذب والتزيين بالباطل، ولو سلم من ذلك فأقل ما فيه اللغو والهذر، والمساجد منزهة عن ذلك لقوله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرفَعَ وَيُذكَرَ فِيهَا اسمُهُ}، ولقوله صلى الله عليه وسلم: إن هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هي لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن (١)، وقد تقدَّم هذا المعنى.

و(قوله - صلى الله عليه وسلم - لحسان أجب عني، اللهم أيده بروح القدس)، إنما قال


(١) رواه أحمد (٣/ ١٩١)، ومسلم (٢٨٥) (١٠٠) بلفظ: "إن هذه المساجد لا تصلح =

<<  <  ج: ص:  >  >>