للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢٤٣٥] وعن عَاصِمٌ الأَحوَلُ قَالَ: قِيلَ لِأَنَسِ بنِ مَالِكٍ: بَلَغَكَ أَنَّ

ــ

على التناصر والمواساة، والتوارث حتى يصيرًا كالأخوين نسبًا، وقد يسمى ذلك: حلفًا، كما قال أنس رضي الله عنه: قد حالف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين قريش والأنصار في داره بالمدينة، وكان ذلك أمرًا معروفًا في الجاهلية، معمولًا به عندهم، ولم يكونوا يسمُّونه إلا حلفًا، ولما جاء الإسلام عمل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ به، وورث به على ما حكاه أهل السير، وذلك أنهم قالوا: إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ آخى بين أصحابه مرتين: بمكة قبل الهجرة، وبعد الهجرة. قال أبو عمر: والصحيح عند أهل السير والعلم بالآثار والخبر في المؤاخاة التي عقدها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين المهاجرين والأنصار حين قدومه إلى المدينة بعد بنائه المسجد على المواساة والحق، فكانوا يتوارثون بذلك دون القرابات، حتى نزلت: {وَأُولُو الأَرحَامِ بَعضُهُم أَولَى بِبَعضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} فآخى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين علي بن أبي طالب ونفسه، فقال له: أنت أخي وصاحبي (١)، وفي رواية أنت أخي في الدنيا والآخرة (٢). وكان علي رضي الله عنه يقول: أنا عبد الله، وأخو رسوله، لم يقلها أحدٌ قبلي، ولا يقولها أحدٌ بعدي إلا كذاب مفتر.

وآخى بين أبي بكر الصديق وبين خارجة بن زيد، وبين عمر بن الخطاب وعتبان بن مالك، وبين عثمان بن عفان وأوس بن ثابت أخي حسان بن ثابت، وبين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع، وبين الزبير وسلمة بن سلامة (٣) بن وِقش، وبين طلحة وكعب بن مالك، وبين أبي عبيدة وسعد بن معاذ، وبين سعد ومحمد بن مسلمة، وبين سعيد بن زيد وأبي بن كعب، وبين مصعب بن عمير وأبي


(١) رواه أحمد (١/ ٢٣٠).
(٢) رواه الترمذي (٣٧٢٠).
(٣) في (ز): سلامة بن أسامة، وفي (م ٤): سلافة بن سلامة. والمثبت من أسد الغابة (٢/ ٢٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>