للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي رواية: فَيُغفَرُ لِكُلِّ عَبدٍ مُؤمِنٍ، إِلَّا عَبدًا بَينَهُ وَبَينَ أَخِيهِ شَحنَاءُ فَيُقَالُ: اترُكُوا أَو اركُوا هَذَينِ حَتَّى يَفِيئَا.

رواه مسلم (٢٥٦٥) (٣٥ و ٣٦)، وأبو داود (٤٩١٦)، والترمذيُّ (٢٠٢٤).

* * *

ــ

وبأنهما تعرض فيهما الأعمال على الله تعالى، كما جاء في الحديث الآخر (١). وهذه الذنوب التي تغفر في هذين اليومين هي الصغائر. والله تعالى أعلم. كما تقدم ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر (٢)، ومع ذلك فرحمة الله وسعت كل شيء وفضله يعم كل ميت وحي. ومقصود هذا الحديث التحذير من الإصرار على بغض المسلم ومقاطعته، وتحريم استدامة هجرته ومشاحنته، والأمر بمواصلته، ومكارمته.

و(أنظروا) معناه: أخروا، وكذلك: (اركوا)، قال ابن الأعرابي: يقال: ركاه، يركوه: إذا أخره.

وفتح أبواب الجنة في هذين اليومين محمول على ظاهره، ولا ضرورة تحوج إلى تأويله، ويكون فتحها تأهلا، وانتظارا من الخزنة لروح من يموت في ذينك اليومين ممن غفرت ذنوبه، أو يكون فتحها علامة للملائكة على أن الله تعالى غفر في ذينك اليومين للموحدين، والله تعالى أعلم. وهو حجَّة لأهل السنة على قولهم: إن الجنة والنار قد خلقتا ووجدتا، خلافا للمبتدعة؛ الذين قالوا: إنهما لم تخلقا بعد، وستخلقان. وعرض الأعمال المذكورة إنما هو - والله تعالى أعلم -


(١) الحديث في صحيح مسلم برقم (٢٥٦٥) (٣٦).
(٢) رواه أحمد (٢/ ٤٨٤)، ومسلم (٢٣٣)، والترمذي (٢١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>