للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢٥٠٢] وعن جَرِيرَ بنَ عَبدِ اللَّهِ قال: سمعت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يقول: مَن يُحرَم الرِّفقَ يُحرَم الخَيرَ.

رواه أحمد (٤/ ٣٦٦)، ومسلم (٢٥٩٢) (٧٤ - ٧٥)، وأبو داود (٤٨٠٩)، وابن ماجه (٣٦٨٧)، وقد جاء في الأصول: عن جابر (بدل): عن جرير.

* * *

ــ

وضمها، معناه: إن الله تعالى يعطي عليه في الدنيا من الثناء الجميل، وفي الآخرة من الثواب الجزيل ما لا يعطي على العنف الجائز.

وبيان هذا بأن يكون أمر ما من الأمور سوغ الشرع أن يُتوصل إليه بالرفق وبالعنف، فسلوك طريق الرفق أولى لما يحصل عليه من الثناء على فاعله بحسن الخلق، ولما يترتب عليه من حسن الأعمال، وكمال منفعتها، ولهذا أشار صلى الله عليه وسلم بقوله: ما كان الرفق في شيء إلا زانه. وضده الخرق والاستعجال، وهو مفسد للأعمال، وموجب لسوء الأحدوثة، وهو المعبر عنه بقوله: ولا نزع من شيء إلا شانه. أي: عابه، وكان له شَينا. وأما الخرق والعنف: فمفوتان مصالح الدنيا، وقد يفضيان إلى تفويت ثواب الآخرة، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: من يحرم الرفق يحرم الخير. أي: يفضي ذلك به إلى أن يُحرم خير الدنيا والآخرة.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>