للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

خروجه بسرعة (١) من غمده، والأقتاب: الأمعاء، واحدها قتب. وقال الأصمعي: واحدها قتبة، ويقال لها أيضًا: الأقصاب، واحدها قصب، قاله أبو عبيد. وقال أبو عبيدة: القتب: ما تحوى من البطن، يعني: استدار، وهي الحوايا، وإنَّما اشتد عذاب هذا؛ لأنَّه كان عالما بالمعروف وبالمنكر، وبوجوب القيام عليه بوظيفة كل واحد منهما، ومع ذلك فلم يعمل بشيء من ذلك، فصار كأنه مستهين بحرمات الله تعالى، ومستخف بأحكامه، ثم إنه لم يتب عن شيء من ذلك، وهذا من جملة من لم ينتفع بعلمه، الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: أشد الناس عذابا يوم القيامة: عالم لم ينفعه الله بعلمه (٢). وإنما ذكر أسامة هذا الحديث مستدلا به على منع إطراء الأمير بأن يقال له: أنت خير الناس، لأنَّه يمكن أن يكون ذلك الأمير ممن يأمر بالمعروف ولا يفعله، وينهى عن المنكر ويفعله، فيستحق هذا العقاب الشديد، فكيف يقال له: أنت خير الناس؟ ! ويشهد لهذا مساق قوله؛ فتأمله، والله أعلم، وقد تقدَّم القول في وجوب تغيير المنكر.

* * *


(١) ليست في (ز).
(٢) رواه الطبراني في المعجم الصغير (١/ ١٨٢ - ١٨٣)، والبيهقي في شعب الإيمان (١٧٧٨). وانظر: مجمع الزوائد (١/ ١٨٥)، والترغيب والترهيب للمنذري (٢٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>