للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

مرة أو مرتين، أو شيئا أو شيئين. وقد بين الصحابي بفعله: أن مراد النبي (١) من هذا الحديث: حمله على ظاهره، فعاقب المداحَ برمي التراب في وجهه، وهو أقعد بالحال، وأعلم بالمقال. وقد تأوله غير ذلك الصحابي تأويلات، لأنَّه رأى أن ظاهره جفاء، والنبي صلى الله عليه وسلم لا يأمر بالجفاء. فقيل: إن معناه: خيبوهم، ولا تعطوهم شيئًا، لأنَّ من أُعطي التراب لم يعط شيئًا، كما قد جاء في الحديث الآخر: إذا جاء صاحب الكلب يطلب ثمنه فاملأ كفه ترابا (٢) أي: خيبة، ولا تُعطه شيئا. وقيل: إن معناه: أعطه ولا تبخل عليه؛ فإنَّ مآل كل ما يعطى إلى التراب. كما قال (٣):

. . . . . . . . . . . . . . . . . . ... وكل الذي فوق التراب تراب (٤)

وقيل: معناه: التنبيه للممدوح على أن يتذكر أن المبدأ والمنتهى التراب، فليعرضه على نفسه لئلا يعجب بالمدح، وعلى المداح، لئلا يفرط ويطري بالمدح، وأشبَهُ المحامِلِ بعد المحمل الظاهر الوجه الأول، وما بعده ليس عليه معول.

* * *


(١) في (ع): الشرع.
(٢) رواه أحمد (١/ ٢٨٩).
(٣) القائل هو: أبو فراس الحمداني.
(٤) هذا عجز بيت، وصدره: إذا صحَّ منك الودُّ فالكلُّ هيِّنٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>