للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: إِنَّكِ سَأَلتِ اللَّهَ لِآجَالٍ مَضرُوبَةٍ، وَآثَارٍ مَوطُوءَةٍ، وَأَرزَاقٍ مَقسُومَةٍ لَا يُعَجِّلُ شَيئًا مِنهَا قَبلَ حِلِّهِ، وَلَا يُؤَخِّرُ مِنهَا شَيئًا بَعدَ حِلِّهِ، وَلَو سَأَلتِ اللَّهَ أَن يُعَافِيَكِ مِن عَذَابٍ النَّارِ، وَعَذَابٍ فِي القَبرِ لَكَانَ خَيرًا لَكِ. قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، القِرَدَةُ وَالخَنَازِيرُ هِيَ مِمَّا مُسِخَ؛ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَم يُهلِك قَومًا أَو يُعَذِّب قَومًا، فَيَجعَلَ لَهُم نَسلًا، وَإِنَّ القِرَدَةَ وَالخَنَازِيرَ كَانُوا قَبلَ ذَلِكَ.

وفي رواية: ولأيام معدودة (بدل) آثار موطوءة.

رواه أحمد (١/ ٤١٣)، ومسلم (٢٦٦٣) (٣٢ و ٣٣).

* * *

ــ

و(قوله: لا يعجل شيئا منها قبل حله، ولا يؤخر شيئا منها بعد (١) حله) كذا الرواية بفتح الحاء في الموضعين، وهو مصدر حل الشيء يحل حلا وحلولا ومحلا، والمحل أيضًا: الموضع الذي يحل فيه، أي: ينزل.

و(قوله: لقد سألت الله لآجال مضروبة. . . . إلى آخره)، ثم قال بعد هذا: ولو سألت الله أن يعافيك من عذاب في القبر، وعذاب في النار (٢)، كان خيرا لك. وقد أورد بعض علمائنا على هذا سؤالا، فقال: ما معنى صرفه لها عن الدعاء بطول الأجل، وحضه لها على العياذ من عذاب القبر. وكل ذلك مقدر لا يدفعه أحد ولا يرده سبب؛ فالجواب: أنه صلى الله عليه وسلم لم ينهها عن الأول، وإنَّما أرشدها إلى ما هو الأولى والأفضل، كما نص عليه، ووجهه: أن الثاني أولى وأفضل؛ أنه قيام بعبادة الاستعاذة من عذاب النار والقبر، فإنَّه قد تعبدنا بها في غير ما حديث،


(١) وردت في نسخ المفهم (قبل) والصواب ما أثبتناه من التلخيص.
(٢) كذا في نسخ المفهم، وفي التلخيص وصحيح مسلم: "من عذاب النار وعذاب في القبر".

<<  <  ج: ص:  >  >>