بِالحِلَابِ، فَقُمتُ عِندَ رُؤوسِهِمَا أَكرَهُ أَن أُوقِظَهُمَا مِن نَومِهِمَا، وَأَكرَهُ أَن أَسقِيَ الصِّبيَةَ قَبلَهُمَا، وَالصِّبيَةُ يَتَضَاغَونَ عِندَ قَدَمَيَّ، فَلَم يَزَل ذَلِكَ دَأبِي وَدَأبَهُم حَتَّى طَلَعَ الفَجرُ، فَإِن كُنتَ تَعلَمُ أَنِّي فَعَلتُ ذَلِكَ ابتِغَاءَ وَجهِكَ فَافرُج لَنَا مِنهَا فُرجَةً نَرَى مِنهَا السَّمَاءَ، فَفَرَجَ اللَّهُ مِنهَا فُرجَةً فَرَأَوا مِنهَا السَّمَاءَ.
وَقَالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنّي كَانَت لِيَ ابنَةُ عَمٍّ أَحبَبتُهَا كَأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرِّجَالُ النِّسَاءَ، وَطَلَبتُ إِلَيهَا نَفسَهَا، فَأَبَت حَتَّى آتِيَهَا بِمِائَةِ دِينَارٍ، فَتَعِبتُ حَتَّى جَمَعتُ مِائَةَ دِينَارٍ - وفي رواية: عشرين ومائة - فَجِئتُهَا بِهَا، فَلَمَّا وَقَعتُ بَينَ رِجلَيهَا قَالَت: يَا عَبدَ اللَّهِ، اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَفتَح الخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ، فَقُمتُ عَنهَا، فَإِن كُنتَ تَعلَمُ أَنِّي فَعَلتُ ذَلِكَ ابتِغَاءَ وَجهِكَ فَافرُج لَنَا مِنهَا فُرجَةً، فَفَرَجَ لَهُم.
وَقَالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنِّي كُنتُ استَأجَرتُ أَجِيرًا بِفَرَقِ أَرُزٍّ، فَلَمَّا قَضَى عَمَلَهُ قَالَ: أَعطِنِي حَقِّي، فَعَرَضتُ عَلَيهِ فَرَقَهُ فَرَغِبَ عَنهُ، فَلَم أَزَل أَزرَعُهُ حَتَّى جَمَعتُ مِنهُ بَقَرًا وَرِعَاءَهَا، فَجَاءَنِي فَقَالَ: اتَّقِ اللَّهَ، وَلَا تَظلِمنِي حَقِّي، قُلتُ: اذهَب إِلَى تِلكَ البَقَرِ وَرِعَائِهَا فَخُذهَا، فَقَالَ: اتَّقِ اللَّهَ، وَلَا تَستَهزِئ بِي، فَقُلتُ: إِنِّي لَا أَستَهزِئُ بِكَ، خُذ ذَلِكَ البَقَرَ وَرِعَاءَهَا، فَأَخَذَهُ فَذَهَبَ بِهِ، فَإِن كُنتَ تَعلَمُ أَنِّي فَعَلتُ ذَلِكَ ابتِغَاءَ وَجهِكَ فَافرُج لَنَا مَا بَقِيَ، فَفَرَجَ اللَّهُ مَا بَقِيَ. وفي رواية: وَخَرَجُوا يَمشُونَ.
رواه البخاريُّ (٢٢١٥)، ومسلم (٢٧٤٣).
* * *
ــ
و(قوله: لا تفض (١) الخاتم إلا بحقه) الفض: الكسر والفتح، والخاتم: كناية عن الفرج، وعذرة البكارة، وحقه: التزويج المشروع. والفرق: مكيال يسع
(١) هذه اللفظة من رواية البخاري رقم (٢٢١٥) كما جاء في التخريج. ورواية مسلم كما في التلخيص: "لا تفتح".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute