[٢٦٦٧] ومن حديث أنس: فأخذ بخطامها فقال من شدة الفرح: اللهم، أنت عبدي وأنا ربك. أخطأ من شدة الفرح.
رواه أحمد (٣/ ٢١٣)، والبخاريُّ (٦٣٠٩)، ومسلم (٢٧٤٧)(٧).
* * *
ــ
الخليل: الداوية: المفازة. وقال الهروي في خطبة الحجاج:
قد لفها الليل بعصلبي ... أروع خراج من الداوي
قال: يعني الفلوات. الواحدة: داوية. في الصحاح: الدو والدوي: المفازة، وكذلك الدوية، لأنها مفازة مثلها، فنسبت إليها، قال: والدو أيضًا موضع، وهو من أرض العرب. وربما قالوا: داوية، قلبوا الواو الأولى الساكنة ألفا لانفتاح ما قبلها، ولا يقاس عليه.
و(قوله: مهلكة) الرواية بفتح الميم واللام، أي: يهلك فيها، وقد قُيد مهلكة بضم الميم وكسر اللام، اسم فاعل، أي: يهلك من يدخل فيها، وإنما سميت القفر المفازة من قولهم: فوز الرجل: إذا هلك. وقيل: بل على طريق التفاؤل، كما يقال للديغ: سليم.
و(قول الحارث بن سويد: حدثني عبد الله حديثين، أحدهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والآخر عن نفسه). ثم حدث بالحديث الذي ذكرناه في التوبة. ولم يذكر مسلم الحديث الأول الذي حدث به نفسه، وقد ذكره البخاري والترمذي وغيرهما، فقال: المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، والفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا (١)، فهذا هو الذي حدثه ابن مسعود عن نفسه، لا أنه رفعه للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو صحيح المعنى، يشهد له ما في الوجود من خوف المؤمن، وتهاون الفاجر والمنافق.
(١) رواه أحمد (١/ ٣٨٣)، والبخاري (٦٣٠٨)، والترمذي (٢٤٩٧).