للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثُمَّ عَادَ فَأَذنَبَ فَقَالَ: أَي رَبِّ، اغفِر لِي ذَنبِي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذنَبَ عَبدِي ذَنبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغفِرُ الذَّنبَ وَيَأخُذُ بِالذَّنبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذنَبَ فَقَالَ: أَي رَبِّ، اغفِر لِي ذَنبِي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذنَبَ عَبدِي ذَنبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغفِرُ الذَّنبَ وَيَأخُذُ بِالذَّنبِ، اعمَل مَا شِئتَ فَقَد غَفَرتُ لَكَ.

رواه أحمد (٢/ ٤٠٥)، والبخاريّ (٧٥٠٧)، ومسلم (٢٧٥٨) (٢٩).

* * *

ــ

بلسانه: أستغفر الله، وقلبه مصر على معصيته، فاستغفاره ذلك يحتاج إلى استغفار، وصغيرته لاحقة بالكبار إذ لا صغيرة مع إصرار، ولا كبيرة مع استغفار. وفائدة هذا الحديث أن العود إلى الذنب، وإن كان أقبح من ابتدائه؛ لأنه انضاف إلى الذنب نقض التوبة، فالعود إلى التوبة أحسن من ابتدائها؛ لأنها انضاف إليها ملازمة الإلحاح بباب الكريم، وأنه لا غافر للذنوب سواه.

و(قوله: اعمل ما شئت فقد غفرت لك) قد تقدَّم القول فيه، ونزيد هنا نكتة، وهي: أن هذا الأمر يحتمل أن يكون معناه الإكرام، فيكون من باب قوله تعالى: {ادخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ} وآخر الكلام خبر عن حال المخاطب؛ لأنَّه مغفور له ما سلف من ذنبه، ومحفوظ - إن شاء الله - فيما يستقبل من شأنه.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>