للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: ثُمَّ إِنَّهُ أَتَى الأَبرَصَ فِي صُورَتِهِ وَهَيئَتِهِ فَقَالَ: رَجُلٌ مِسكِينٌ قَد انقَطَعَت بِيَ الحِبَالُ فِي سَفَرِي، فَلَا بَلَاغَ لِي اليَومَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ، أَسأَلُكَ بِالَّذِي أَعطَاكَ اللَّونَ الحَسَنَ، وَالجِلدَ الحَسَنَ، وَالمَالَ، بَعِيرًا أَتَبَلَّغُ عَلَيهِ فِي سَفَرِي، فَقَالَ: الحُقُوقُ كَثِيرَةٌ، فَقَالَ لَهُ: كَأَنِّي أَعرِفُكَ، أَلَم تَكُن أَبرَصَ يَقذَرُكَ النَّاسُ فَقِيرًا، فَأَعطَاكَ اللَّهُ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا وَرِثتُ هَذَا المَالَ كَابِرًا عَن كَابِرٍ، فَقَالَ: إِن كُنتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنتَ.

قَالَ: وَأَتَى الأَقرَعَ فِي صُورَتِهِ، فَقَالَ لَهُ مِثلَ مَا قَالَ لِهَذَا، وَرَدَّ عَلَيهِ مِثلَ مَا رَدَّ عَلَى هَذَا، فَقَالَ: إِن كُنتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنتَ.

قَالَ: وَأَتَى الأَعمَى فِي صُورَتِهِ وَهَيئَتِهِ فَقَالَ: رَجُلٌ مِسكِينٌ، وَابنُ سَبِيلٍ انقَطَعَت بِيَ الحِبَالُ فِي سَفَرِي، فَلَا بَلَاغَ لِي اليَومَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ، أَسأَلُكَ بِالَّذِي رَدَّ عَلَيكَ بَصَرَكَ شَاةً أَتَبَلَّغُ بِهَا فِي سَفَرِي، فَقَالَ: قَد كُنتُ أَعمَى فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيَّ بَصَرِي، فَخُذ مَا شِئتَ وَدَع مَا شِئتَ، فَوَاللَّهِ لَا أَجهَدُكَ اليَومَ شَيئًا أَخَذتَهُ لِلَّهِ، فَقَالَ: أَمسِك مَالَكَ؛ فَإِنَّمَا ابتُلِيتُم، فَقَد رُضِيَ عَنكَ، وَسُخِطَ عَلَى صَاحِبَيكَ.

رواه البخاريُّ (٣٤٦٤)، ومسلم (٢٩٦٤).

* * *

ــ

و(قوله: انقطعت بي الحبال في سفري) الرواية المشهورة بالحاء المهملة والموحدة، والباء المعجمة - بواحدة تحتها - وبالألف، وهي: جمع حبل، وهو المستطيل من الرمل، وقيل: هي الأسباب التي يتوصل بها إلى البلاغ، وهذا أوقع التفسيرين، ورواه ابن الحذاء: الحيل: جمع حيلة، ورواه بعضهم كذلك غير أنه زاد الفاء، ووقع لبعض رواة البخاري: الجبال، بالجيم، وفيه بُعد.

و(قوله: والله لا أجهدك اليوم شيئًا أخذته لله) كذا لأكثر الرواة، ومعناه:

<<  <  ج: ص:  >  >>