للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رواه أحمد (٤/ ٢٢٨)، ومسلم في الجنة (٢٨٥٨)، والترمذيُّ (٢٣٢٣)، وابن ماجه (٤١٠٨).

[٢٧٠١] وعن كعب بن مالك، قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: مَثَلُ المُؤمِنِ كَمَثَلِ الخَامَةِ مِن الزَّرعِ، تُفِيئُهَا الرِّيحُ، تَصرَعُهَا مَرَّةً وَتَعدِلُهَا أُخرَى، حَتَّى تَهِيجَ - في رواية: حتى يأتيه أجله - وَمَثَلُ الكَافِرِ كَمَثَلِ الأَرزَةِ المُجذِيَةِ عَلَى أَصلِهَا، لَا يُصيبهَا شَيءٌ حَتَّى يَكُونَ انجِعَافُهَا مَرَّةً وَاحِدَةً.

وفي رواية: (المنافق) بدل (الكافر).

رواه أحمد (٣/ ٤٥٤)، والبخاريُّ (٥٦٤٣)، ومسلم في صفات المنافقين (٢٨١٠) (٥٩ و ٦٠).

ــ

تعالى: {قُل مَتَاعُ الدُّنيَا قَلِيلٌ} أي: كل شيء يتمتع به في الدنيا من أولها إلى آخرها قليل، إذ لا بقاء له ولا صفو فيه، وهذا بالنسبة إلى نفسها، وأما بالنسبة إلى الآخرة، فلا خطر، ولا قدر للدنيا، وهذا هو المقصود بتمثيل هذا الحديث، حيث قال: فلينظر بماذا يرجع. ووجه هذا التمثيل أن القدر الذي يتعلق بالإصبع من ماء البحر لا قدر له ولا خطر، وكذلك الدنيا بالنسبة إلى الآخرة.

و(قوله: مثل المؤمن كخامة الزرع) الخامة هي: الغضة الرطبة من النبات. وأنشدوا:

إنَّما نحن مثل خامة زرع ... فمتى يأن يأت محتصده

وتفيئها الرياح: أي: تردها من جانب إلى جانب، وقد بين ذلك بقوله: تصرعها مرة وتعدلها أخرى، وصوابه: تفيئها؛ بضم التاء وكسر الفاء، وتخفيف الياء والهمز، فإنَّه يقال: أفأت الشيء: رجعته. أو فاء هو في نفسه: رجع، ومن فتح الفاء وشدد الياء فقد أخطأ؛ لأنَّه إنما يقال: فيأت الشجرة، يعني إذا ظهر فيئها لا غير. والأرزة: شجرة الصنوبر، وسميت بذلك لثبوتها، يقال: شجرة أرزة؛

<<  <  ج: ص:  >  >>