للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢٧٣٤] وعَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ العَرَقَ يَومَ القِيَامَةِ لَيَذهَبُ فِي الأَرضِ سَبعِينَ بَاعًا، وَإِنَّهُ لَيَبلُغُ إِلَى أَفوَاهِ النَّاسِ أَو إِلَى آذَانِهِم. يَشُكُّ ثَورٌ أَيَّهُمَا قَالَ.

رواه البخاريُّ (٦٥٣٢)، ومسلم (٢٨٦٣).

[٢٧٣٥] وعَن ابنِ عُمَرَ عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: {يَومَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ} قَالَ: يَقُومُ أَحَدُهُم فِي رَشحِهِ إِلَى أَنصَافِ أُذُنَيهِ.

رواه البخاريُّ (٦٥٣١)، ومسلم (٢٨٦٢)، والترمذيُّ (٢٤٢٤ و ٣٣٣٣).

* * *

ــ

الوركين، والأول المعروف. وهذا العرق إنما هو لشدة الضغط، وحر الشمس التي على الرؤوس بحيث تغلي منها الهام (١)، وحرارة الأنفاس، وحرارة النار المحدقة بأرض المحشر، ولأنها تخرج منها أعناق تلتقط الناس من الموقف، فترشح رطوبة الأبدان من كل إنسان بحسب عمله، ثم يجمع عليه ما يرشح منه بعد أن يغوص عرقهم في الأرض مقدار سبعين باعا، أو ذراعا، أو عاما، على اختلاف الروايات، فإن قيل: فعلى هذا يكون الناس في مثل البحر من العرق، فيلزم أن يسبح الكل فيها سبحا واحدا، فكيف يكونون متفاضلين بعضهم إلى عقبيه، وبعضهم إلى فمه، وما بينهما. قلنا: يزول هذا الاستبعاد بأوجه، أقربها وجهان:

أحدهما: أن يخلق الله تعالى ارتفاعا في الأرض التي تحت قدم كل إنسان بحسب عمله، فيرتفع عن الأرض بحسب ارتفاع ما تحته.

وثانيهما: أن يحشر الناس جماعات في تفرقة، فيحشر كل من يبلغ عرقه إلى


(١) جمع الهامة، وهي: الرأس.

<<  <  ج: ص:  >  >>