[٢٧٦١] وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ناركم هذه التي يوقد ابن آدم جزء من سبعين جزءا من حرها.
رواه أحمد (٢/ ٣١٣)، ومسلم (٢٨٤٣)، والترمذي (٢٥٥٩).
[٢٧٦٢] وعنه؛ قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمع وجبة، فقال
ــ
التي تساق جهنم بها أيضًا تمنع من خروجها على أهل المحشر، فلا يخرج منها إلا الأعناق التي أمرت بأخذ من شاء الله أخذه. وملائكتها، كما وصفهم الله تعالى:{غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُم وَيَفعَلُونَ مَا يُؤمَرُونَ} وأما هذا العدد المحصور للملائكة فكأنه عدد رؤسائهم، وأما جملتهم فالعبارة عنها ما قال الله تعالى:{وَمَا يَعلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلا هُوَ}
و(قوله: ناركم هذه التي يوقد ابن آدم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم) يعني: أنه لو جمع كل ما في الوجود من النار التي يوقدها بنو آدم لكانت جزءا من أجزاء جهنم المذكورة، وبيانه: أنه لو جمع حطب الدنيا فوقد كله حتى صار نارا، لكان الجزء الواحد من أجزاء نار جهنم الذي هو من سبعين جزءا، أشد من حر نار الدنيا، كما بينه في آخر الحديث.
و(قولهم: والله إن كانت لكافية)(١)، إن: في مثل هذا الموضع مخففة من الثقيلة عند البصريين، وهذه اللام هي المفرقة بين إن النافية والمخففة من الثقيلة، وهي عند الكوفيين بمعنى ما، واللام بمعنى إلا، تقديره عندهم: ما كانت إلا كافية. وعند البصريين: إنها كانت كافية. فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنها كما فضلت عليها في المقدار والعدد بتسعة وستين جزءا فضلت عليها في شدة الحر بتسعة وتسعين ضعفا.
و(قوله: إذ سمع وجبة) أي: هدة، وهي صوت وقع الشيء الثقيل.
(١) هذه الفقرة لم ترد في التلخيص، وهي من الحديث (٢٨٤٣) (٣٠) في صحيح مسلم.