للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي أخرى: لا يموت رجل مسلم إلا أدخل الله مكانه النار يهوديا أو نصرانيا.

قال: فاستحلفه عمر بن عبد العزيز بالله الذي لا إله إلا هو - ثلاث مرات - أن أباه حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فحلف له.

رواه مسلم (٢٧٦٧) (٤٩ و ٥٠).

* * *

ــ

فيها: يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال (١). ومعنى كونه فكاكا للمسلم من النار، وأن الله يغفر للمسلم ذنوبه، ويضاعف للكافر العذاب بحسب جرائمه؛ لأنَّه تعالى لا يؤاخذ أحدا بذنب أحد، كما قال: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزرَ أُخرَى}

و(قوله في الرواية الأخرى: فيغفرها لهم) أي: يسقط المؤاخذة عنهم بها حتى كأنهم لم يذنبوا، ومعنى قوله: ويضعها على اليهود والنصارى أي: أنه يضاعف عليهم عذاب ذنوبهم حتى يكون عذابهم بقدر جرمهم، وجرم مذنبي المسلمين لو أخذوا بذلك، وله تعالى أن يضاعف لمن يشاء العذاب، ويخففه عمن يشاء، بحكم إرادته ومشيئته؛ إذ لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. ولما كان خلاص المؤمن من ذنوبه عندما يدفع له الكافر سمي بذلك فكاكا كما سمي تخليص الرهن من يد المرتهن: فكاكا.

وأما قوله في الرواية الأخرى: لا يموت مسلم (٢) إلا أدخل الله مكانه النار يهوديا أو نصرانيا، فيعني بذلك - والله أعلم - أن المسلم المذنب لما كان يستحق


(١) ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ٣٥٤) وعزاه للطبراني في الأوسط، وفيه: جابر ابن يزيد الجعفي، وهو ضعيف.
(٢) في مسلم والتلخيص: رجل مسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>