و(قوله: أتسخر مني وأنت الملك؟ ، وفي اللفظ الآخر: أتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟ ) يحتمل أن يكون هذا القول صدر من هذا الرجل عند غلبة الفرح عليه، واستحقاقه إياه، فغلط كما غلط الذي قال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك. ويحتمل أن يكون معناه: أتجازيني على ما كان مني في الدنيا من الاستهزاء والسخرية بأعمالي وقلة احتفالي بها، فيكون هذا على جهة المقابلة، كما قال تعالى:{اللَّهُ يَستَهزِئُ بِهِم} و {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ} وقد تقدَّم القول في ضحك الله تعالى، وأنه راجع إلى الرضا.
و(قوله: يكبو مرة وتسفعه النار مرة) أي: يسقط، ويعثر بخطاطيف الصراط وعقباته، وتسفعه: أي: تحرقه، وتغير لونه.