للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَمثَالِ الدُّنيَا - قَالَ: فَيَقُولُ: أَتَسخَرُ بِي - أَو: أَتَضحَكُ بِي - وَأَنتَ المَلِكُ؟ قَالَ: لَقَد رَأَيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَت نَوَاجِذُهُ، قَالَ: فَكَانَ يُقَالُ: ذَاكَ أَدنَى أَهلِ الجَنَّةِ مَنزِلًا.

رواه مسلم (١٨٦) (٣٠٨)، والترمذي (٢٥٩٩)، وابن ماجه (٤٣٣٩).

[٢٧٧٥] وعنه؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ: آخِرُ مَن يَدخُلُ الجَنَّةَ رَجُلٌ، فَهوَ يَمشِي مَرَّةً وَيَكبُو مَرَّةً، وَتَسفَعُهُ النَّارُ مَرَّةً، فَإِذَا مَا جَاوَزَهَا التَفَتَ إِلَيهَا، فَقَالَ: تَبَارَكَ الَّذِي نَجَّانِي مِنكِ، لَقَد أَعطَانِي اللَّهُ شَيئًا مَا أَعطَاهُ أَحَدًا مِن الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، فَتُرفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ فَيَقُولُ: أَي رَبِّ أَدنِنِي مِن هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَلِأَستَظِلَّ بِظِلِّهَا وَأَشرَبَ مِن مَائِهَا، فَيَقُولُ اللَّهُ تعالى: يَا ابنَ آدَمَ لَعَلِّي إِنَّ أَعطَيتُكَهَا سَأَلتَنِي غَيرَهَا، فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ، وَيُعَاهِدُهُ أَلا يَسأَلَهُ غَيرَهَا، وَرَبُّهُ يَعذِرُهُ؛ لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبرَ لَهُ عَلَيهِ، فَيُدنِيهِ مِنهَا، فَيَستَظِلُّ بِظِلِّهَا، وَيَشرَبُ مِن مَائِهَا، ثُمَّ تُرفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ هِيَ أَحسَنُ مِن الأُولَى،

ــ

و(قوله: أتسخر مني وأنت الملك؟ ، وفي اللفظ الآخر: أتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟ ) يحتمل أن يكون هذا القول صدر من هذا الرجل عند غلبة الفرح عليه، واستحقاقه إياه، فغلط كما غلط الذي قال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك. ويحتمل أن يكون معناه: أتجازيني على ما كان مني في الدنيا من الاستهزاء والسخرية بأعمالي وقلة احتفالي بها، فيكون هذا على جهة المقابلة، كما قال تعالى: {اللَّهُ يَستَهزِئُ بِهِم} و {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ} وقد تقدَّم القول في ضحك الله تعالى، وأنه راجع إلى الرضا.

و(قوله: يكبو مرة وتسفعه النار مرة) أي: يسقط، ويعثر بخطاطيف الصراط وعقباته، وتسفعه: أي: تحرقه، وتغير لونه.

<<  <  ج: ص:  >  >>