[٢٧٩٢] وعن جندب قال: جِئتُ يَومَ الجَرَعَةِ فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ
ــ
الإيجابية، و (أن) المصدرية. فقيل: الوجه إسقاط إلا؛ لأنَّ مقصود الكلام: أن حذيفة أخبر عن نفسه بأنه يعلم كل فتنة تكون بين يدي الساعة. فيظن سامع هذا القول: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسر إليه من ذلك بشيء لم يسره إلى غيره، فنفى هذا الظن بذلك القول. ثم نبه على سبب علمه بذلك فقال: ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يحدث مجلسا أنا فيه عن الفتن، فيعني بذلك أنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك المجلس مع الناس، لكنه حفظ ما لم يحفظ غيره، وضبط ما لم يضبط غيره. كما قال في الحديث المتقدم. وقيل:(إلا) ثابتة في الرواية، فلا سبيل إلى تقدير إسقاطها، ومعنى الكلام مع ثبوتها: وما بي عذر في الإعلام بجميعها والحديث عنها، إلا ما أسر إلي النبي صلى الله عليه وسلم مِمَّا لم يحدث به غيري، فيكون في كلامه إشارة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم عهد إليه، وأسر له ألا يحدث بكل ما يعلمه من الفتن، أو لا يذيعه إن رأى في ذلك مصلحة. وهذا أولى لما ذكرناه من ثبوت الرواية، ولأن المعلوم من حال حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم خصه من العلم بالفتن، وأسر إليه منها بما لم يخص به غيره، وأما ما لم يسره إليه، ولا خصه به، فهو الذي يحدث به، كما جاء متصلا بقوله: لكن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو يحدث مجلسا أنا فيهم عن الفتن. والله تعالى أعلم.
و(قول جندب: جئت يوم الجرعة) كذا هو بفتح الجيم والراء والعين المهملة، وهو موضع بجهة الكوفة. وروي عن بعضهم بسكون الراء. وأصل