[٢٨٨٦] وعن عائشة في قوله عز وجل: {وَلا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِت بِهَا} قالت: أنزل هذا في الدعاء.
رواه البخاريّ (٤٧٢٣)، ومسلم (٤٤٧)(١٤٦).
وقد تقدم في كتاب الصلاة قول ابن عباس، هذه الآية: إنها نزلت مخافة سب المشركين للقرآن إذا قرئ جهرا.
انظر صحيح مسلم (٤٤٦)(١٤٥).
* * *
ــ
ويبتغون: يقصدون ويطلبون. وهذه الجملة هي خبر أولئك، والذين يدعون: نعت لأولئك. والوسيلة: القربة إلى الله تعالى. وأيهم أقرب؛ أي: كل واحد منهم يجتهد في التقرب إلى الله تعالى بعبادته، يريد بذلك أن يكون أقرب إليه من كل أحد. وهذا المعنى أمكن في حق العزير وعيسى وأمه، وبهذا يتأيد القول الثاني لابن عباس رضي الله عنهما.
و(قوله:{وَيَرجُونَ رَحمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ}، هكذا حال العارف بالله تعالى بين الرجاء والخوف، ولا بد منهما للمؤمن، ولذلك قال بعض السلف: لو وزن رجاء المؤمن وخوفه لاعتدلا. إلا أن الخوف أولى بالمسيء لكن بحيث لا يقنط من رحمة الله، والرجاء أولى بالمحسن لكن بحيث لا يغتر فيكسل عن الاجتهاد في عبادة الله.
و(قوله:{إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحذُورًا}؛ أي: شيئا عظيما يجب أن يحذره المؤمن، فهو محذور للمؤمن العارف ومتروك للجاهل الآمن.
و(قوله:{وَلا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِت بِهَا}، قد ذكر في الأصل اختلاف عائشة وابن عباس في سبب نزولها، وأيهما كان فمقصود الآية