للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: فأما من دخل في الإسلام وعقله ثم قتل فلا توبة له.

رواه مسلم (٣٠٢٣) (١٩).

ــ

أهل المعاني فقال: لا يليق بمن أضافهم الرحمن إليه إضافة الاختصاص ووصفهم بما ذكرهم من صفات المعرفة والتشريف وقوع هذه الأمور القبيحة منهم حتى يُمدحوا بنفيها؛ لأنَّهم أعلى وأشرف. فقال: معناها لا يدعون الهوى إلها، ولا يذلون أنفسهم بالمعاصي فيكون قتلا لها. ومعنى {إِلا بِالحَقِّ} أي: إلا بسكين الصبر وسيف المجاهدة، ولا ينظرون إلى نساء (١) ليست لهم بمحرم بشهوة فيكون سفاحا، بل بالضرورة فيكون كالنكاح مباحًا.

قلت: وهذا كلام رائق، غير أنَّه عند السبر مائق (٢)، وهي نبعة باطنية ونزعة باطلية، وإنما يصح تشريف عباد الرحمن باختصاص الإضافة بعد أن تحلوا بتلك الصفات الحميدة وتخلوا عن نقائض ذلك من الأوصاف الذميمة، فبدأ في صدر هذه الآيات بصفات التحلي تشريفا لها، ثم أعقبها بصفات التخلي تقعيدا لها، والله تعالى أعلم.

وقد تقدَّم القول على {إِلا مَن تَابَ} وعلى قول ابن عباس في سورة النساء.

وفي هذه الآية دليل على أن الكفار مخاطبون بالفروع، وقد استوفينا ذلك في الأصول، وفي الآية مباحث تطول.

* * *


(١) في جميع نسخ المفهم (دينا)، وما أثبتناه من تفسير القرطبي، وبه يستقيم المعنى.
(٢) "المائق": قليل الثبات.

<<  <  ج: ص:  >  >>