رواه البخاري (٤٩٠٠)، ومسلم (٢٧٧٢)، والترمذيُّ (٣٣٠٩ و ٣٣١٠).
* * *
ــ
بالأعز: نفسه وعشيرته، وبالأذل: النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، جهل فقال، وحيث وجب أن يسكن حال غلبت عليه شقوته، فانعكست فكرته (١)، فظن الأرض سماء والسراب ماء، فنبهه ولد نطفته على قبيح غلطته، فقال له: أنت والله الأذل، ورسول الله الأعز، فأنزل الله تصديقه في كتابه لعلهم يسمعون:{وَلِلَّهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلمُؤمِنِينَ} ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم تلطف بهم على مقتضى خُلقه الكريم وحلمه العظيم، ودعاهم للاستغفار فأبت الشقوة إلا التمادي على الجهل والاستكبار فلووا رؤوسهم معرضين، وصدوا مستكبرين فقوبلوا بلن يغفر الله لهم، إن الله لا يهدي القوم الفاسقين، حشرنا الله مع المؤمنين وجنبنا أحوال المنافقين بفضله وكرمه.
و(قوله:{كَأَنَّهُم خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ} يعني أنهم أشباح بلا أرواح وأجسام بلا أحلام، فصورهم معجبة وبواطنهم قبيحة خربة ومسندة إلى الجدر، شبههم بالجذوع المسندة الممالة إلى جدار، كما قال الشاعر: