للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النَّارُ إِلَى نِصفِ سَاقَيهِ وَإِلَى رُكبَتَيهِ، يَقُولُونَ: رَبَّنَا! مَا بَقِيَ فِيهَا أَحَدٌ مِمَّن أَمَرتَنَا بِهِ. فَيَقُولُ جَلَّ وَعَزَّ: ارجِعُوا. فَمَن وَجَدتُم فِي قَلبِهِ مِثقَالَ دِينَارٍ مِن خَيرٍ فَأَخرِجُوهُ. فَيُخرِجُونَ خَلقًا كَثِيرًا. ثُمَّ يَقُولُونَ: رَبَّنَا! لَم نَذَر فِيهَا أَحَدًا مِمَّن أَمَرتَنَا. ثُمَّ يَقُولُ: ارجِعُوا. فَمَن وَجَدتُم فِي قَلبِهِ مِثقَالَ نِصفِ دِينَارٍ مِن خَيرٍ فَأَخرِجُوهُ. فَيُخرِجُونَ خَلقًا كَثِيرًا. ثُمَّ يَقُولُونَ: رَبَّنَا! لَم نَذَر فِيهَا مِمَّن أَمَرتَنَا أَحَدًا. ثُمَّ يَقُولُ: ارجِعُوا. فَمَن وَجَدتُم فِي قَلبِهِ مِثقَالَ ذَرَّةٍ مِن خَيرٍ فَأَخرِجُوهُ. فَيُخرِجُونَ خَلقًا كَثِيرًا. ثُمَّ يَقُولُونَ: رَبَّنَا! لَم نَذَر فِيهَا خَيرًا.

وَكَانَ أبو سَعِيدٍ يَقُولُ: إِن لَم تُصَدِّقُونِي بِهَذَا الحَدِيثِ فَاقرَءُوا إِن شِئتُم: إِنَّ اللَّهَ لَا يَظلِمُ مِثقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفهَا وَيُؤتِ مِن لَدُنهُ أَجرًا عَظِيمًا. فيَقُولُ اللهُ تَعَالىَ: شَفَعَتِ المَلائِكَةُ، وَشَفَعَ

ــ

أخذت النار إلى أنصاف ساقيه وإلى ركبتيه. وهذا ينصّ على أنّ النار قد أخذت بعض أعضاء السجود، لأنَّا نقول: تأخذ فتغيّر ولا تأكل فتُذهب. ولا يبعد أن يقال: إنّ تحريم الصور على النار إنما يكون في حق هذه الطائفة المشفوع لهم أولاً؛ لعلو رتبتهم على من يخرج بعدهم، فتكون النار لم تقرب صُورهم ولا وجوههم بالتغيير ولا الأكل، والله تعالى أعلم.

و(قوله: مثقال ذَرّة) كذا صحّت روايتنا فيه بفتح الذال المعجمة وتشديد الراء، وهي الصغيرة من النمل، ولم يختلف أنه كذلك في هذا الحديث. وقد صحّفه شعبة في حديث أنس، فقال: ذُرَة، بضم الذال وتخفيف الراء. على ما قيّده أبو علي الصدفي والسمرقندي، وفيما قيّده العُذري والخشني. دُرّة، بالدال المهملة وتشديد الراء واحدة الدُّر، وهو تصحيف التصحيف. وقول أبي سعيد: إن لم تصدّقوني فاقرؤوا، ليس على معنى أنهم اتهموه، وإنما كان منه على معنى التأكيد والعضد.

<<  <  ج: ص:  >  >>