[١٦١] وَعَنهُ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّ اللهَ لا يَظلِمُ مُؤمِنًا حَسَنَة، يُعطَى بِها فِي الدُنيا ويُجزَى بِها فِي الآخِرةِ. وأَمَّا الكَافِرُ فَيُطعَم بِحَسَنَاتِ مَا عَمِلَ للهِ بِها فِي الدُنيَا حَتى إِذا أَفضَى إِلى الآخِرةِ لَم تَكُن لَه حَسَنَةٌ يُجزَى بها.
رواه أحمد (٣/ ١٢٣ و ٢٨٣)، ومسلم (٢٨٠٨).
ــ
و(قوله: إن الله لا يظلم مؤمنًا حسنةً) يعني: لا ينقصه ولا يمنعه ثوابها في الدار الآخرة والأولى.
و(قوله: وأما الكافر، فيطعم بحسنات) هكذا رواه الجماعة، ورواه ابن ماهان: فيعطى بحسنات، وكلاهما صحيح المعنى. وتسمية ما يصدر عن الكافر حسنة، إنما كان بحسب ظنّ الكافر، وإلا فلا تصح منه قربة؛ لعدم شرطها الذي هو الإيمان، أو سميت حسنة؛ لأنها تشبه صورة حسنة المؤمن ظاهرًا. ثمّ هل يعطى الكافر بحسناته في الدنيا ولا بدّ، فحكم هذا الوعد الصادق؟ أو ذلك مقيَّد بمشيئة الله المذكورة في قوله تعالى: مَن كَانَ يُرِيدُ العَاجِلَةَ عَجَّلنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُرِيدُ وهذا هو الصحيح. وأمّا المؤمن، فلا بدّ له من الجزاء الأخرويّ كما قد عُلم من الشريعة.
و(قوله في الكافر: لم تكن له حسنةٌ يجزى بها) أي: لا يتخلّص من العذاب بسببها، وأمّا التخفيف عنه بسببها، فقد يكون على ما قرّرناه، والله تعالى أعلم.
و(قوله: فلمّا قفَّى) أي: ولّى قفاه.
و(قوله - عليه الصلاة والسلام -: إنّ أبي وأباك في النار) جبرٌ للرجل ممّا أصابه، وأحاله على التأسّي حتّى تهون عليه مصيبته بأبيه؛ وذلك لَمَّا حفظ الحرمة، ولم يقل: أين أبوك؟ بخلاف من قال ذلك للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال له: حيثما مررتَ بقبر