وقوله: لا ينفع ذا الجَدّ منك الجَدّ، رواه الجمهور بفتح الجيم في اللفظين، وهو هنا بمعنى: البخت والحظ. ولفظ الجد ينطلق على البخت، والغنى، والعظمة، والسلطان، وأب الأب. ومعناه: لا ينفع من رُزِق مالا وولدًا أَو جاهًا دنيويًا شيء من ذلك عندك، وهذا كما قال تعالى:{يَومَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ} إِلَّا مَن أَتَى اللَّهَ بِقَلبٍ سَلِيمٍ. وحُكي عن الشيباني في الحرفين: كسر الجيم، وقال: معناه: لا ينفع ذا الاجتهاد والعمل منك اجتهاده وعمله. قال الطبري: وهذا خلاف ما عرفه أهل النقل، ولا نُعلم من قاله غيره، وضعفه. قال غيره: والمعنى الذي أشار إليه الشيباني صحيح، ومراده: أن العمل لا ينجي صاحبه. وإنما النجاة بفضل الله ورحمته؛ كما جاء في الحديث: لن ينجي أحدًا منكم عمله (١). . الحديث.
وقوله في حديث ابن أبي أوفى: اللهم طهرني بالثلج والبرد وماء البارد: استعارة للمبالغة في التنظُّيف من الذنوب، وماء البارد: من باب إضافة الشيء إلى صفته، وقد تقدم ذكرها.
(١) رواه أحمد (٢/ ٥٣٧)، والبخاري (٦٤٦٣)، ومسلم (٢٨١٦) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.