للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَأَعُوذُ بِكَ مِنكَ، لا أُحصِي ثَنَاءً عَلَيكَ، أَنتَ كَمَا أَثنَيتَ عَلَى نَفسِكَ.

رواه أحمد (٦/ ٢٠١)، ومسلم (٤٨٦)، وأبو داود (٨٧٩)، وابن ماجه (٣٨٤١).

[٣٨٢]- وَعَنهَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ المَلائِكَةِ وَالرُّوحِ.

ــ

مشاهدة للحق، وغيبة عن الخلق. وهذا محض المعرفة الذي لا يُعَبَّر عنه قول، ولا تضبطه صفة.

وقوله: لا أحصي ثناء عليك؛ أي: لا أطيقه؛ أي: لا أنتهي إلى غايته، ولا أحيط بمعرفته؛ كما قال - صلى الله عليه وسلم - مخبرًا عن حاله في المقام المحمود حين يخرُّ تحت العرش للسجود، قال: فأحمده بمحامد لا أقدر عليها، إلا أن يُلهِمنِيهَا الله (١). وروي عن مالك: لا أحصي نعمتك وإحسانك والثناء عليك، وإن اجتهدت في ذلك. والأول أولى لما ذكرناه؛ ولما جاء في نص الحديث نفسه: أنت كما أثنيت على نفسك. ومعنى ذلك: اعتراف بالعجز عن أداء وفهم ما يريده الله من الثناء على نفسه وبيان صَمَدِيَّتِه، وقُدُّوسِيَّته، وعظمته، وكبريائه، وجبروته ما لا يُنتَهَى إلى عَدِّه، ولا يوصل إلى حدِّه، ولا يحصِّله عقل، ولا يحيط به فكر. وعند الانتهاء إلى هذا المقام انتهت معرفة الأنام؛ ولذلك قال الصديق الأكبر: العجز عن درك الإدراك إدراك. وقال (٢) بعض العارفين في تسبيحه: سبحان من رضي في معرفته بالعجز عن معرفته.

وقوله: سبوح قدوس رب الملائكة والروح، يقال: سُبُّوح قُدُّوس - بضم


(١) رواه أحمد (٣/ ٢٤٨)، والبخاري (٧٤١٠)، ومسلم (١٩٣) من حديث أنس رضي الله عنه.
(٢) في (ل): روي.

<<  <  ج: ص:  >  >>