اللَّهِ الكَفَرَةُ الضُّلالُ، ثُمَّ إِنِّي لا أَدَعُ بَعدِي شَيئًا أَهَمَّ عِندِي مِنَ الكَلالَةِ، مَا رَاجَعتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي شَيءٍ مَا رَاجَعتُهُ فِي الكَلالَةِ، وَمَا أَغلَظَ لِي فِي شَيءٍ مَا أَغلَظَ لِي فِيهِ، حَتَّى طَعَنَ بِإِصبَعِهِ فِي صَدرِي، وقَالَ: يَا عُمَرُ! أَلا
ــ
وقوله: ثم إني لا أدع بعدي شيئًا أهم عندي من الكلالة. تَهَمُّمُ عمر بالكلالة؛ لأنها أشكلت عليه؛ وذلك أنها نزلت فيها آيتان:
إحداهما: قوله تعالى: {وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امرَأَةٌ} وفيها إشكال من جهات، ولذلك اختلف في الكلالة ما هي؟ ففيها أربعة أقوال:
أحدها: أنها ما دون الوالد والولد؛ قاله أبو بكر الصديق، وعمر، وعلي، وابن مسعود، وزيد بن ثابت، وابن عباس، في خلق كثير.
والثاني: أنها من لا ولد له، وروي عن عمر أيضًا، وهو قول طاووس.
والثالث: أنها ما عدا الوالد؛ قاله الحكم بنُ عيينَة.
والرابع: أنها بنو العمّ الأباعد؛ قاله ابن الأعرابي.
واختلف أيضًا فيما يقع عليه الكلالة، على ثلاثة أقوال:
أحدها: على الحي الوارث؛ قاله ابن عمر.
والثاني: على الميت؛ قاله السُّدّي.
الثالث: على المال؛ قاله عطاء.
واختُلف أيضًا فيما أُخِذت الكلالة منه على قولين:
أحدهما: أنها مأخوذة من الإكليل المحيط بالرأس، فكأنها تكللت؛ أي: أحاطت بالميت من كلا طرفيه؛ ولذلك قال (١):
ورثتم قناة الملك لا عن كلالة ... عن ابني مناف عبد شمسٍ وهاشمِ
(١) الشاعر: الفرزدق.