للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِهَا؟ فَإِنَّهُ لَم يَقُل بَأسًا، فَقَالَ رَجُلٌ: جِئتُ وَقَد حَفَزَنِي النَّفَسُ فَقُلتُهَا. فَقَالَ: لَقَد رَأَيتُ اثنَي عَشَرَ مَلَكًا يَبتَدِرُونَهَا أَيُّهُم يَرفَعُهَا.

رواه أحمد (٣/ ١٠٦ و ١٦٧ و ٢٥٢)، ومسلم (٦٠٠)، وأبو داود (٧٦٣)، والنسائي (٢/ ١٣٢).

[٤٨٧]- وعَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ: بَينمَا نَحنُ نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذ قَالَ رَجُلٌ في القَومِ: اللَّهُ أَكبَرُ كَبِيرًا، وَالحَمدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبحَانَ اللَّهِ بُكرَةً

ــ

بعضهم في غير لام (١): فَأَزَمَ، بزاي مفتوحة، وميم مخففة، مأخوذ من الأَزمِ، وهو شد الأسنان بعضها على بعض، ومعناه: سكتوا.

وقوله: رأيت اثني عشر ملكًا يبتدرونها، أيهم يرفعها. يبتدرونها: يستبقونها، ورفعها إلى المحل الذي ترفع إليه الأعمال، وقد روى البخاري من حديث رفاعة بن رافع قال: كنا نصلي يومًا وراء النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما رفع رأسه من الركعة قال: سمع الله لمن حمده، قال رجل من ورائه: ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، فلما انصرف قال: من المتكلم؟ قال: أنا، قال: رأيت بضعًا وثلاثين ملكًا يبتدرونها أيهم يكتبها أَوّلُ (٢). ومساق هذا الحديث يدل: على أنه حديث آخر غير حديث أنس المتقدم؛ فإن ذلك حمد الله على إدراكه الصلاة مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهذا حمد الله عند الرفع من الركوع، وعند قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: سمع الله لمن حمده، وحينئذ لا يكون بينهما تعارض، وهذا أولى من أن يقدِّرونها قصة واحدة، ويتعسَّف إما في التأويل، أو في الحمل على الرواة، والله تعالى أعلم.

وقوله في حديث ابن عمر: الله أكبر كبيرًا. قيل: هو منصوب على إضمار الفعل؛ أي: كبّرت كبيرًا. وقيل: على القطع. وقيل: على التمييز.


(١) أي: في غير صحيح مسلم.
(٢) رواه البخاري (٧٩٩)، وأبو داود (٧٧٠ و ٧٧٣)، والترمذي (٤٠٤)، والنسائي (٢/ ١٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>