رواه أحمد (١/ ١٠٢)، ومسلم (٧٧١)، وأبو داود (٧٦١)، والترمذي (٣٤٢٣).
* * *
ــ
الشافعي، وأن هذا التوجيه سنة راتبة في صلاة الفرض بعد التكبير، ولا حجة له فيه؛ لأن هذا يحتمل أنه كان في صلاة الليل فقط، وتكون الصلاة يراد بها صلاة الليل فقط، ولئن سلمنا أنه للعموم لزم منه أن يكون الدعاء المذكور في هذا الحديث في الركوع والسجود سنة راتبة في كل صلاة، ولا قائل به؛ فإن مساق الحديث واحد، فلِمَ يفرق بين التوجيه وغيره من الأدعية والأذكار. ولئن سلمنا الفرق فعندنا ما يعارض ذلك، وهو أمران:
أحدهما: أنه قال في الرواية الأولى: إنه كان إذا قام إلى الصلاة قال: وجهت وجهي، ولم يذكر التكبير، وظاهره إذا أراد القيام، فيكون قبل التكبير.
وثانيهما: أنه لو كان ذلك سنة راتبة لنقله أهل المدينة بالعمل؛ إذ مثل ذلك لا يخفى عليهم مع شدة بحثهم عن أفعاله وأحواله، وخصوصًا في الصلاة الكثيرة التكرار، العظيمة الموقع، فلما كان ذلك علمنا: أنه ليس بسنة راتبة، ولا يُمنع من قاله كسائر الأذكار والأدعية. وقد روى الدارقطني في حديث علي المتقدم: أن ذلك كان في المكتوبة (١)، فإن صح ذلك كان دليلا على جواز وقوع ذلك في الصلاة المكتوبة، إذ لم يضر بمن خلفه بطول القيام؛ لا أنه سنة راتبة؛ لما تقدم، والله أعلم.
(١) رواه البيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٣٢ و ٣٣) من حديث علي رضي الله عنه. ولم نجده في سنن الدارقطني كما أشار المصنِّف -رحمه الله-.