للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَمَن كَانَ مِن أَهلِ الصَّلاةِ دُعِيَ مِن بَابِ الصَّلاةِ، وَمَن كَانَ مِن أَهلِ الجِهَادِ دُعِيَ مِن بَابِ الجِهَادِ، وَمَن كَانَ مِن أَهلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِن بَابِ الصَّدَقَةِ، وَمَن كَانَ مِن أَهلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِن بَابِ الرَّيَّانِ)، قَالَ أَبُو بَكرٍ الصِّدِّيقُ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا عَلَى أَحَدٍ يُدعَى مِن تِلكَ الأَبوَابِ مِن ضَرُورَةٍ، فَهَل يُدعَى أَحَدٌ مِن تِلكَ الأَبوَابِ كُلِّهَا؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: (نَعَم، أَرجُو أَن تَكُونَ مِنهُم).

رواه أحمد (٢/ ١٦٦)، والبخاري (١٨٩٧)، ومسلم (١٠٢٧)، والترمذي (٣٦٧٤)، والنسائي (٤/ ١٦٨ - ١٦٩).

ــ

وهذا نصّ في عموم كل شيء يخرج في سبيل الله. وقيل: يصح إلحاق جميع أعمال البرّ بالإنفاق. ويدلّ على صحة هذا بقية الحديث؛ إذ قال فيه: (من كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام).

والزوج: الصنف، وكذلك قيل في قوله تعالى: {وَكُنتُم أَزوَاجًا ثَلاثَةً} قال ابن عرفة: كل شيء قرن بصاحبه فهو زوج. ويقال: زوجت الإبل: إذا قرنت واحدا بواحد. زاد الهروي في هذا الحديث: قيل: وما زوجان؟ قال: فرسان، أو عبدان، أو بعيران (١).

والريَّان: فعلان من الرِّيّ على جهة المبالغة، وسمي بذلك على جهة مقابلة العطشان؛ لأنه جوزي على عطشه بالرِّي الدَّائم في الجنة، التي يدخل إليها من ذلك الباب.

وقوله: (فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة)؛ أي: من المكثرين لصلاة التطوّع، وكذلك غيرها من أعمال البرّ المذكورة في هذا الحديث؛ لأن الواجبات لا بدّ منها لجميع المسلمين، ومن ترك شيئًا من الواجبات إنما يخاف عليه أن ينادى من أبواب جهنم، فيستوي في القيام بها المسلمون كلهم، وإنما يتفاضلون بكثرة التطوعات التي بها تحصل تلك الأهلية التي بها ينادون من


(١) رواه أحمد (٥/ ١٦٤) وانظر: التمهيد (٧/ ١٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>