ولما فهم أبو بكر رضي الله عنه هذا المعنى قال: فهل يدعى أحد من تلك الأبواب؟ أي: هل يحصل لأحد من أهل الإكثار من تطوعات البرّ المختلفة ما يتأهل به لأن يدعوه خزنة الجنة من كل باب من أبوابها؟ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: (نعم، أنت منهم)، فإنه رضي الله عنه كان قد جمع خصال تلك الأبواب كلها، ألا ترى أنه قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الآتي بعد هذا:(هل فيكم من أطعم اليوم مسكينًا؟ ) فقال أبو بكر: أنا، [قال:(هل فيكم من عاد مريضًا؟ ) فقال أبو بكر: أنا]. وقد تقدّم الكلام على بعض نكت هذا الحديث.
وذكر مسلم في هذا الحديث من أبواب الجنة أربعة، وزاد غيره بقية الثمانية، فذكر فيها: باب التوبة، وباب: الكاظمين الغيظ، وباب: الراضين، والباب الأيمن الذي يدخل منه مَن لا حساب عليه، حكاه القاضي أبو الفضل.