للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٩١٦] وَعَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: (لَو كَانَ لابنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِن مَالٍ لابتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا، وَلا يَملأُ جَوفَ ابنِ آدَمَ إِلا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَن تَابَ).

رواه أحمد (٣/ ٢٤٣)، والبخاري (٦٤٣٩)، ومسلم (١٠٤٨)، والترمذي (٢٣٣٧).

[٩١٧] وَعَن أَبِي مُوسَى الأَشعَرِيُّ، أَنَهُ بَعَثَ إِلَى قُرَّاءِ البَصرَةِ، فَدَخَلَ عَلَيهِ ثَلاثُمَائَةِ رَجُلٍ قَد قَرَءُوا القُرآنَ، فَقَالَ: أَنتُم خِيَارُ أَهلِ البَصرَةِ وَقُرَّاؤُهُم، فَاتلُوهُ وَلا يَطُولَنَّ عَلَيكُمُ الأَمَدُ، فَتَقسُوَ قُلُوبُكُم كَمَا قَسَت قُلُوبُ مَن كَانَ قَبلَكُم، وَإِنَّا كُنَّا نَقرَأُ سُورَةً كُنَّا نُشَبِّهُهَا فِي الطُّولِ وَالشِّدَّةِ بِبَرَاءَةَ فَأُنسِيتُهَا؛ غَيرَ أَنِّي قَد حَفِظتُ مِنهَا: (لَو كَانَ لابنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِن مَالٍ

ــ

وقوله: ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم؛ يعني به: لا تستطيبوا (١) مدة البقاء في الدنيا، فإن ذلك مفسد للقلوب بما يجرُّه إليها من الحرص والقسوة، حتى لا تلين لذكر الله، ولا تنتفع بموعظة ولا زجر، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: (إن أخوف (٢) ما أخاف على أمتي اتباع الهوى، وطول الأمل، فاتباع الهوى يصرف قلوبكم عن الحق، وطول الأمل يصرف هممكم إلى الدنيا، وما بعدهما لأحد خير من دنيا ولا آخرة) (٣).

وقوله: كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدّة ببراءة فأنسيتها، وهذا ضرب من النسخ، فإن النسخ على ما نقله علماؤنا على ثلاثة أضرب:


(١) في (ع) و (ظ): تستطيلوا، والمثبت من (هـ).
(٢) في (هـ) و (ظ): أشدّ.
(٣) رواه ابن عدي في الكامل (١٨٣١)، وانظر: إتحاف السادة المتقين (١٠/ ٢٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>