للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي رِوَايَةٍ: (وَإِنَّ هَذَا المَالَ خَضِرٌ حُلوٌ، وَنِعمَ صَاحِبُ المُسلِمِ هُوَ لِمَن أَعطَى مِنهُ المِسكِينَ وَاليَتِيمَ وَابنَ السَّبِيلَ - أَو كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -. وَإِنَّهُ مَن يَأخُذُهُ بِغَيرِ حَقِّهِ كَانَ كَالَّذِي يَأكُلُ وَلا يَشبَعُ، وَيَكُونُ عَلَيهِ شَهِيدًا يَومَ القِيَامَةِ).

رواه أحمد (٣/ ٧)، ومسلم (١٠٥٢) (١٢١ - ١٢٣)، وابن ماجه (٣٩٩٥).

ــ

يقتصد في أخذه الدنيا وجمعها، ولا يحمله الحرص على أخذها بغير حقها، فهو ينجو من وبالها كما نجت آكلة الخضر، ألا تراه - صلى الله عليه وسلم - قال: (فإنها إذا أصابت من الخضر استقبلت عين الشمس، فثلطت وبالت)؛ أراد أنها إذا شبعت منها بركت مستقبلة الشمس؛ لتستمرئ بذلك ما أكلت، وتجتر، وتثلط، وإذا ثلطت فقد زال عنها الحبط، وإنما تحبط الماشية لأنها لا تثلط، ولا تبول. هذا آخر كلام الأزهري.

والثلط: ما تلقيه الماشية سهلاً رقيقًا، يقال منه: ثَلَطَ يثلط ثلطًا.

واجترت؛ أي: مضغت جرتها، وهو ما أخرجته من جوفها إلى فيها مما رعته. والخَضِر: كلأ الصيف.

قال الأزهري: هو - هنا - ضرب من الجَنبة. وهي من الكلأ ما له أصل غامض في الأرض، واحدتها خضرة. ووقع في رواية العذري: إلا آكلة الخَضِرة - بفتح الخاء، وكسر الضاد - على الإفراد. كما قال الأزهري. وعند الطبري: الخُضرَة: بضم الخاء، وسكون الضاد. والرواية الصحيحة: إلا آكلة الخضرة بإلَّا المشددة، للاستثناء، وهو الواضح. ووقع لبعضهم: ألا، التي للاستفتاح، وبُعدُها واضح، وفيها تكلُّف.

وقوله: (ويكون عليه شهيدًا يوم القيامة)؛ يحتمل البقاء على ظاهره، وهو أنه يجاء بماله يوم القيامة فينطق الصامت منه بما فعل فيه، أو يمثل له أمثال حيوانات، كما جاء في مال مانع الزكاة من أنه مثل له ماله شجاعًا أقرع، أو يشهد عليه الموكلون بكتب الكسب والإنفاق وإحصاء ذلك، والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>