للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دَعنِي يَا رَسُولَ اللهِ فَأَقتُلَ هَذَا المُنَافِقَ. فَقَالَ: (مَعَاذَ اللهِ أَن يَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنِّي أَقتُلُ أَصحَابِي، إِنَّ هَذَا وَأَصحَابَهُ يَقرَءُونَ القُرآنَ لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُم، يَمرُقُونَ مِنهُ كَمَا يَمرُقُ السَّهمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ).

رواه أحمد (٣/ ٣٥٣ - ٣٥٤)، والبخاري (٣١٣٨) مختصرًا، ومسلم (١٠٦٣)، وابن ماجه (١٧٢).

ــ

فمعناه واضح. وأما الفتح: فعلى معنى: إني إن جرت، فيلزم أن تجور أنت من جهة أنك مأمور باتباعي، فتخسر باتباع الجائر، هذا معنى ما قاله الأئمة.

قلت: ويظهر لي وجه آخر، وهو: أنه كأنه قال له: لو كنتُ جائرًا لكنت أنت أحق الناس بأن يجار عليك، وتلحقك بادرة الجور الذي صدر عنك، فتعاقب عقوبة معجلة في نفسك ومالك، وتخسر كلَّ ذلك بسببها، لكن العدل هو الذي منع من ذلك. وتلخيصه: لولا امتثال أمر الله تعالى في الرفق بك؛ لأدركك الهلاك والخسار.

ويمرقون: يخرجون، كما قد فسّره في الحديث الآخر، وبهذا اللفظ سُمُّوا: المارقة والخوارج؛ لأنهم مرقوا من الدين، وخرجوا على خيار المسلمين. والخوارج: جمع خارجة؛ يعني به: الطائفة والجماعة.

والرَّمِيَّة: المرمية، فعيلة؛ بمعنى مفعولة.

والحناجر: الحلوق، جمع حنجرة، وهي الحلاقيم أيضًا.

والضِّئضئ - بضادين معجمتين -، وهو: الأصل، وله أسماء كثيرة: النَّجَار، والنَحاز، والسِّنخ، والعنصر، والعيص، وغير ذلك مما ذكره اللغويون.

ومعنى: (لا يجاوز حناجرهم): لا يفهمونه، ولا يعملون بمعناه.

(ونصل السهم): حديدته، و (رصافه): مدخل السهم في النصل. و (نضيه): قدحه، وهو عوده. و (قذذه): ريشه، جمع قُذَّة. و (فُوقه): هو الحَزّ الذي يدخل فيه الوتر.

<<  <  ج: ص:  >  >>