للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مُحَلَّقَةٌ رُءُوسُهُم، يَقرَءُونَ القُرآن) نَحوَ مَا تَقَدَم.

رواه مسلم (١٠٦٨) (١٥٩).

* * *

ــ

وقوله: (مُحَلّقة رءوسهم)، وفي حديث آخر: (سيماهم التحليق)؛ أي: جعلوا ذلك علامةً لهم على رفضهم زينة الدّنيا، وشعارًا ليعرفوا به، كما يفعل البعض من رهبان النصارى، يفحصون عن أوساط رءوسهم. وقد جاء في وصفهم مرفوعًا: (سيماهم التسبيد) (١)؛ أي: الحلق، يقال: سَبَّدَ رأسه، إذا حلقه.

وهذا كلُّه منهم جهل بما يُزهد فيه، وما لا يُزهد فيه، وابتداع منهم في دين الله تعالى شيئًا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء الراشدون وأتباعهم على خلافه. فلم يُرو عن واحد منهم: أنهم اتسموا بذلك، ولا حلقوا رءوسهم، في غير إحلال ولا حاجة.

وقد كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - شعر، فتارة فرقه، وتارة صيَّره جمَّة، وأخرى لِمَّة.

وقد روي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (من كانت له شعرة أو جمة فليكرمها) (٢)، وقد كره مالك الحلاق في غير إحرام، ولا حاجة ضرورية.

* * *


(١) رواه أحمد (٣/ ٦٤)، وأبو داود (٤٧٦٦).
(٢) رواه أبو داود (٤١٦٣) بلفظ: "من كان له شعر فليُكرِمْهُ".

<<  <  ج: ص:  >  >>