للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَأَخرَجَ تَمَرَاتٍ مِن قَرَنِهِ فَجَعَلَ يَأكُلُ مِنهُنَّ، ثُمَّ قَالَ: لَئِن أَنَا حَيِيتُ حَتَّى آكُلَ تَمَرَاتِي هَذِهِ، إِنَّهَا لَحَيَاةٌ طَوِيلَةٌ، قَالَ: فَرَمَى بِمَا كَانَ مَعَهُ مِن التَّمرِ، ثُمَّ قَاتَلَهُم حَتَّى قُتِلَ.

رواه مسلم (١٩٠١).

[١٣٦٨] وعَن أَبِي بَكرِ بنِ عَبدِ اللَّهِ بنِ قَيسٍ، عَن أَبِيهِ قَالَ: سَمِعتُ أَبِي وَهُوَ بِحَضرَةِ العَدُوِّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ أَبوَابَ الجَنَّةِ تَحتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ. فَقَامَ رَجُلٌ رَثُّ الهَيئَةِ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُوسَى! أنتَ سَمِعتَ

ــ

وقوله: (فأخرج تمرات من قُرنه) - بفتح القاف والرَاء-، وهي جَعبةُ السهام. وهكذا روايتنا فيه، وأمَّا من رواه بضم القاف، وسكون الراء، وكسر الباء قربه (١)، و (قَرقَرِهِ) فتغيير، وإن كانت لهما أوجه بعيدة.

وقوله: (الجنَّةُ تحت ظلالِ السُّيوف)؛ من الاستعارة البديعة، والألفاظ السَّهلة البليغة؛ التي لا يُنسَجُ على منوالها، ولا يقدِرُ بليغ أن يأتيَ بمثالها. يعني بذلك: أن من خاض غمراتِ الحروب، وباشرَ حالَ المسايفة كان له جزاء الجنة. وهذا من باب قوله: (الجنَّة تحت أقدام الأمَهات) (٢)؛ أي: مَن تذلَّل لهنَّ، وأطاعهنَّ وَصَل إلى الجنة، ودخلها.

وفي هذين الحديثين دليل على جواز استقتال الرجل نفسه في طلب الشَهادة، وإن علم أنه يقتَل. وقد فعله كثير من الصحابة والسَّلف وغيرهم. وروي عن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما، وهو قولُ مالك، ومحمد بن الحسن،


(١) ما بين حاصرتين زيادة من: إكمال إكمال المعلم للأُبِّي.
(٢) رواه ابن عدي (١/ ٣٢٥)، والقضاعي في الشهاب رقم (٨٢)، والخطيب في: الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (٢/ ٢٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>